تقارب روسي إسرائيلي بخصوص الملفَين السوري والإيراني

تعليقاً على نتائجِ الاجتماعِ الأولِ بينَ الرئيسِ الروسي “فلاديمير بوتين”، ورئيسِ الوزراءِ الإسرائيلي “نفتالي بينيت” في “سوتشي”، والذي دامَ أكثرَ من خمسِ ساعات، قالَ وزيرُ الإسكانِ الإسرائيلي “زئيف إلكين” الذي رافقَ “بينيت” بصفةِ مترجم، إنّه لا يستطيعُ التكلمَ عن تفاصيلِ الاجتماع، إلّا أنّه تم إحرازُ نتائجٍ إيجابية، وتم التوصلُ لاتفاقاتٍ عمليةٍ بشأنِ برنامجِ إيرانَ النووي، والوضعِ في سوريا، وأكدَ “إلكين” أنّ الاتفاقاتِ المبرمةَ بين “بوتين” و”بينيت”، تقضي بمواصلةِ العملِ بالاتفاقيةِ التي أبرمتها “موسكو” مع حكومةِ رئيسِ الوزراءِ الإسرائيليِ السابق “بنيامين نتنياهو” فيما يتعلقُ بسوريا.
ولفت “إلكين” إلى أنّ “بوتين” دعا “بينيت” إلى مقرِّ إقامته في “سوتشي”، حيث من النادرِ لـ “بوتين” السماحُ لزعماءَ أجانبَ بزيارتِه، وهذا يدلُ على مدى التقاربِ بينَ الزعيمَين، والإيجابيةِ الكبيرةِ للعلاقاتِ مستقبلاً.
“بينيت” وخلالَ جلسةِ الحكومة، أثنى على إيجابيةِ اللقاءِ مع “بوتين”، مؤكداً على أنّ الملفَ السوريَ اتخذَ مكانةً خاصةً ضمن أجندته، مضيفاً بأنّ “بوتين” أصغى جيداً لاحتياجاتِ إسرائيلَ الأمنية.
وبحسبِ مصادرٍ إعلامية، فقد تسلَّم “بوتين” من “بينيت” خرائطَ تصويرٍ جويٍ للأراضي السورية، تضمنت مواقعَ تواجدِ الميليشياتِ الإيرانية، فيما طلبَ “بينيت” إبعادَ التواجدِ الإيرانيِ لثمانين كيلومتراً شمالاً عن هضبةِ “الجولان”، كما تم الاتفاقُ على استمرارِ إعطاءِ إسرائيل الحريةَ في الأجواءِ السورية، لشنِّ غاراتِها والتنسيقِ مع روسيا.
وبالنسبةِ للنووي الإيراني، فقد أعربَ الطرفانِ عن قلقِهما إزاءَ التطورِ الخطيرِ للبرنامجِ النووي الإيراني، واتفقا على أنّه يمثلُ خطراً على المنطقةِ برمتها.
وفي السياق، أعلن مديرُ الوكالةِ الدوليةِ للطاقةِ الذرية “رافائيل غروسي”، أنّ إيران منعت مفتشي الوكالةِ من تفتيشِ موقعِ “كرج” النووي الذي تعرضَ لهجومٍ إسرائيليٍ سابقاً، بحجةِ استكمالِ التحقيقِ في الهجومِ وملابساتِه، وأضافَ “غروسي” أنّ برنامجَ الوكالةِ الخاصِ بالرقابةِ على الأنشطةِ النوويةِ الإيرانيةِ لم يعد سليماً، وأنّه في حالِ استؤنفَ الاتفاقُ النووي، فينبغي أن تعلم الأطرافُ المشاركةُ فيه الأرضيةَ التي ستضعُ أقدامَها عليها، محذراً من أنّ فشلَ الدبلوماسيةِ النووية مع إيران، سيؤدي إلى وضعٍ له تأثيرٌ سياسيٌ هائلٌ على منطقةِ الشرقِ الأوسطِ وخارجِها.