لبنان.. تصعيد للحرب بين القوى الإقليمية وتعطيل لتحقيق انفجار المرفأ

يوماً بعدَ يوم، تزدادُ شدةُ الحربِ بين القوى الإقليميةِ في المنطقة، والتي تخوضُها على أرضِ لبنانَ وعلى حسابِ شعبِه، فإيران ومن خلالِ جماعةِ “حزب الله” التابعةِ لها، تحاولُ الإبقاءَ على الحربِ والتوتراتِ في لبنان، وإبقاءَ هيمنتِها على مفاصلِ الحكمِ وصناعةِ القرارِ في البلاد، ومؤخراً، صعَّدت إيرانُ من محاولاتِها ومخططاتِها، بعد الأزمةِ التي خلفتها تصريحاتُ وزيرِ الإعلام “جورج قرداحي” مع دولِ الخليج، حيث قال “حزب الله” وفي إشارةٍ واضحةٍ لاستمرارِ هيمنتِه على لبنان، إنّ التصعيدَ السعوديَ يرقى لدرجةِ الإعلانِ عن الحرب، مضيفاً بأنّ السعوديةَ تتحملُ مسؤوليةَ الازمة، وأنّه لا يقبلُ الإملاءاتِ من الخارج، كما أعلنَ دعمَه لـ “قرداحي” مهدداً بسحبِ وزرائِه الأربعةِ من الحكومةِ في حالِ استقالتِه.
ودليلاً على سطوةِ “حزب الله”، وتحكمِه بقراراتِ الحكومةِ ووزرائِها، رفضَ “قرداحي” الاستماعَ لمطالبِ رئيسِ الحكومةِ “نجيب ميقاتي”، بأنّ يقومَ بما هو مطلوبٌ لحلِّ الأزمةِ الخليجية، وقال “قرداحي” أنّه لن يستقيلَ ما لم يتلقى ضماناتٍ خليجيةً بعودةِ العلاقاتِ لما كانت عليه.
ومن جانبٍ آخرَ لصراعِ الدولِ الإقليميةِ في لبنان، والتي تسعى لتقويضِ “حزب الله” وإخراجِه من المشهدِ السياسي اللبناني، طالب رئيسُ اتحادِ الغرفِ السعودية “عجلان العجلان” جميعَ رجالِ الأعمالِ والشركات السعودية، بإيقافِ جميع التعاملاتِ التجاريةِ والاقتصاديةِ مع لبنان.
ومن جهتِها، وجهت كلٌّ من الخارجيةِ الأمريكيةِ والفرنسيةِ دعواتٍ للسياسيين اللبنانيين والخليجيين، لإنهاءِ الأزمةِ بالحوار، وتقديمِ الدولِ الخليجيةِ الدعمَ للبنان الذي يعاني أصلاً من أزماتٍ خانقة.
وفي حادثةٍ أخرى تُضافُ لمعاناةِ اللبنانيين، قررت محكمةُ الاستئنافِ في “بيروت” كفَّ يدِ القاضي “طارق بيطار” عن التحقيقِ بانفجارِ المرفأ، وذلك استجابةً لدعوىً تقدم بها الوزيرُ اللبنانيُ السابق “يوسف فنيانوس”
ويُشارُ إلى أنّ هذه هي المرةُ الثالثةُ التي يتوقفُ فيها “بيطار” عن استكمالِ التحقيق، رغمَ مطالباتِ الشعبِ وأهالي الضحايا باستكمالِ التحقيقِ لمعرفةِ المسؤولينَ عن الانفجار.