مساعي دولية وإقليمية لحلِّ أزمات لبنان وعرقلة داخلية لجهود تقريب الحل

تأكيداً على حقيقةِ أنّ إسرائيل لا تكنُّ العداءَ للبنان، إلا بسببِ هيمنةِ “حزب الله” الإيراني على مفاصلِ الحكمِ في لبنان، كشف موقعُ “واينت” الإسرائيلي أنّ مسؤولينَ إسرائيليينَ طلبوا من السفيرةِ الأمريكيةِ لدى الأممِ المتحدة “ليندا توماس غرينفيلد”، أن تقدمَ “واشنطن” المساعداتِ للبنانَ لكن بشروط، ألا وهي إبعادُ نشطاءِ “حزب الله” من الحدودِ الإسرائيليةِ اللبنانية، والتزامُ الجيشِ اللبناني بالعملِ على فرضِ صعوباتٍ على “حزب الله” لإنتاجِ الصواريخِ الدقيقة، ومنعِه من تهريبِ الأسلحةِ الى البلاد.
وتعليقاً على التوريدِ الأمريكي المستمرِ من الأسلحةِ والمعداتِ للجيشِ اللبناني، والذي كانَ آخرُها تسليمَ الجيشِ ستَّ طائراتِ هيليكوبتر بقيمةِ أربعينَ مليونَ دولار، فقد أعربت إسرائيلُ عن مخاوفِها من تسربِ تلكَ الأسلحةِ إلى “حزب الله”، ومن استخدامِها ضدَّ إسرائيل.
هذا وطالبَ المسؤولونَ السفيرةَ وبحسبِ الموقع، مضاعفةَ جهودِ قواتِ “اليونيفيل” بمراقبةِ المناطقِ جنوبَ لبنان، حيث يعملُ “حزب الله” بدونِ مراقبة.
ومن جانبٍ آخر، وتلبيةً لمطالبِ الحكومةِ اللبنانية، أعلن “ديميتري روغوزين” المديرُ العامُ للمؤسسةِ الفضائيةِ الروسية “روس كوسموس”، أنّ المؤسسةَ أعدَّت صوراً فضائيةً مفصلةً لمرفأِ “بيروت”، قبلَ الانفجارِ وبعدَه، من أجل تسليمِها للسلطاتِ اللبنانية، وبهدفِ الاستفادةِ منها في التحقيقاتِ وتقييمِ حجمِ الخسائرِ وفهمِ طبيعةِ الأحداث.
لكن، وفي خضمِّ كلِّ تلكَ التطوراتِ والمساعي لحلِّ الأزماتِ اللبنانية، يستمرُ بعضُ السياسيينَ بمساعيهم لعرقلةِ تلكَ الجهود، وتغليبِ مصلحتِهم الشخصية، حيث أعلن تكتلُ “لبنان القوي” النيابي في لبنان برئاسةِ “جبران باسيل”، عن التقدمِ للمجلسِ الدستوريِّ بطعنٍ في تعديلاتِ قانونِ الانتخابات، التي كان مجلسُ النوابِ قد أقرَّها، والتي قضت بتقريبِ موعدِ الانتخاباتِ إلى السابعِ والعشرينَ من آذارَ المقبل، بعد أن كانت مقررةً في الثامنِ من أيار، وهو ما كان قد رفضَه كلٌ من “باسيل” ورئيسِ الجمهورية “ميشيل عون”، لأسبابٍ وحججٍ غيرِ مقنعة، تتعلقُ بالمناخِ والطقسِ وغيرِها.
ومن المفترضِ أن يصدرَ المجلسُ الدستوريُ قراراً بخصوصِ الطعنِ خلالَ مدةٍ أقصاها ثلاثونَ يوماً.