القضاء اللبناني يكشف عصابة سورية للاتجار بالبشر في لبنان

تتعرضُ حقوقُ الأطفالِ للانتهاكِ بشكلٍ مستمرٍ في كلٍ من سوريا ولبنان، اللتين تعانيانِ من أزماتٍ تُصعِّبُ مراقبةَ تلكَ الانتهاكاتِ والكشفِ عنها، غيرَ أنّ القضاءَ اللبنانيَ تمكنَ من كشفِ عصابةٍ للاتجارِ بالبشرِ مؤلفةٍ من أخوَين سورييَن مقيمَين في لبنان، يُدعيانِ “ناصر” و”عامر”، عملا على إحضارِ بعضِ القاصرين من سوريا وإجبارِهم على التسولِ وبيعِ مختلفِ المنتجاتِ في شوارعِ لبنان، مقابلَ بدلٍ ماليٍ يُعطى لذويهم.
وعن تفاصيلِ تلكَ الجريمة، أوضح المحررُ القضائيُ في لبنان بأنّ مندوبةَ الأحداثِ في مكتبِ اتحادِ حمايةِ الأحداثِ في قصرِ عدلِ “بعبدا”، تقدمت ببلاغٍ حولَ جريمةِ الأخوَين المجرمَين، مضيفاً بأنّه وأثناءِ العملِ الميداني للجنةِ الإنقاذِ الدولية، تحدثت إحدى العاملات الاجتماعياتِ في اللجنةِ إلى القاصرِ “علي” البالغِ من العمرِ خمسةَ عشرَ عاماً، وأخبرَها بأنّ والدَه “ناصر”، يجبره على العملِ ببيعِ الوردِ في شارعِ “الكسليك” ليلاً حتى الفجر، وأنّ والدَه اصطحبَ القاصر “محمد” البالغِ من العمرِ عشرَ سنواتٍ من سوريا بطريقةٍ غيرِ شرعيةٍ ومن دون والديه ومن دونِ أوراقٍ ثبوتية، ليعمل في بيعِ الوردِ في محلَّةِ “الزلقا” لفتراتٍ طويلةٍ خلالَ الليل، مقابلَ إرسالِ مبلغٍ شهريٍ الى والدةِ “محمد” في سوريا، كما أنّ “محمد” يتعرضُ للضربِ المبرحِ والشتائمِ في حالِ عدمِ تأمينِه المبلغَ المطلوبَ منه.
تلكَ المعلوماتُ دفعت اللجنةَ لزيارةِ منزلِ المتهم “ناصر”، وإجراءِ تحقيقٍ معه حولَ وضعِ “محمد”، وإثباتِ التهمةِ عليه، ما أفضى لكشف حقيقةِ أنّ شقيقَه “عامر” يعيش مع ولدين اشتراهما من والدَيهما، وأنّه هو الآخرُ يجبرُهما على العملِ ويستولي على نقودِهما.
وبناءً على التحقيقاتِ والثبوتيات، أصدرت هيئةُ محكمةِ الجنايات في “بيروت” حكماً جرَّمت فيه المتهمَ “ناصر”، وأنزلت بحقِّه عقوبة السجنِ ثلاثَ سنواتٍ بعدَ منحِه الأسبابَ التخفيفية، وتغريمِه بمبلغِ مئتَي مليونٍ ومئتي ألفِ ليرةٍ لبنانية، وتخفيضِها لعشرةِ ملايينٍ على أن تُحتَسَبَ له مدة توقيفِه، كما قررت المحكمةُ تجريمَ المتهمِ “عامر” بجنايةِ المادةِ عينِها، وإنزالِ عقوبةِ الأشغالِ مدةَ عشرِ سنواتٍ بحقه، وتغريمِه مبلغَ مئتَي مليونِ ليرةٍ لبنانية، كما قضى الحكمُ بطردِ المتهمَين من الأراضي اللبنانيةِ مؤبداً، فورَ إنفاذِ مدة محكوميتِهما.