بعد الهدوء النسبي روسيا تعود لتصعيد التوترات على الحدود الروسية الأوكرانية

بعدَ أيامٍ من إبداءِ أطرافِ النزاعِ حولَ أوكرانيا مساعيٍ لحلِّ الأزمةِ دبلوماسياً، عاد التوترُ والتصعيدُ ليسيطرا على الموقفِ من جديد، حيث قالَ الرئيسُ الأمريكي “جو بايدن” مجدداً، إنّ روسيا لم تنقص من حشدِها العسكري على الحدودِ الأوكرانية، وذلك دليلٌ على عدمِ رغبةِ روسيا بحلِّ الأزمةِ دبلوماسياً، ومن جانبٍ آخر، قال خبراءٌ عسكريونَ بريطانيون، إنّ تحركاتِ روسيا وحلفائِها وزيادةَ الحشدِ العسكري على الأرض، توحي بأنّهم جاهزونَ في أيِّ لحظةٍ لتلقي أوامرَ بغزوِ أوكرانيا.
وفي دليلٍ على رغبةِ روسيا بالتصعيد، أعلنت السفارةُ الأمريكيةُ في “موسكو”، أنّ الأخيرةَ طردت نائبَ السفيرِ الأمريكي “بارت غورمان”، واعتبرت السفارةُ أنّ هذا التصرفَ تصعيديٌ وجاءَ في وقتٍ حساسٍ للغاية، يتوجبُ فيه زيادةُ التعاونِ الدبلوماسي بينَ البلدين، مضيفةً بأنّه تتمُ دراسةُ إمكانيةِ الردِّ على هذا التصرف.
ومن جانبٍ آخر، نشرت روسيا ردودَها على رسالةِ “واشنطن” و”الناتو” بشأنِ الضماناتِ الأمنية، وعادت لتشيرَ إلى أنّ ردودَ الأخيرَين لم تكن مرضية، ولتؤكدَ أيضاً تمسكها بضرورةِ عدمِ توسعِ الحلفِ شرقاً.
وبدورِها، أبدت الصينُ دعمَها لروسيا، حيث بررت التحركاتِ الروسيةَ على الحدودِ الأوكرانية، قائلةً إنّها جاءت بسببِ رغبةِ “الناتو” التوسعَ شرقاً، على حدِّ قولِها.
هذا وعادَ الأمينُ العامُ لحلفِ شمالِ الأطلسي “ينس ستولتنبيرغ” ليؤكدَ دعمَ الحلفِ لأوكرانيا، وجاهزيةَ أعضائِه للردِّ على التصعيدِ الروسي، وأشارَ في الوقتِ ذاتِه لجاهزيتِه للحوارِ مع روسيا لخفضِ التصعيد.
ومن جانبِها، قالت وزيرةُ الخارجيةِ الألمانية “أنالينا بيربوك”، إنّه مع نشرٍ غيرِ مسبوقٍ لقوّات روسيةٍ على الحدود مع أوكرانيا، ومطالبٍ تعود إلى حقبةِ الحربِ الباردة، فإنّ روسيا تتحدّى المبادئ الأساسيّةَ لنظام السلامِ الأوروبي، داعيةً “موسكو” لإظهارِ جهودٍ جادّةٍ لخفضِ التصعيد، كما أضافت أنّ الاجتماعَ المقبلَ لمجموعةِ السبعِ الكبار، سيتناولُ الأزمةَ الأوكرانيةَ والتهديداتِ الروسية، وسيرسلُ رسالةً مفادُها أنّهم جاهزونَ للحوار.