استمرار العقوبات الغربية على روسيا تزامناً مع مواصلة المفاوضات الروسية الأوكرانية

بعدَ تعرضِها لأكبرِ وأوسعِ سلسلةِ عقوباتٍ في التاريخ، قررت روسيا الردَّ بالمثل على العقوباتِ الغربية، حيث فرضت عقوباتٍ على الرئيسِ الأمريكي “جو بايدن” وعددٍ من وزرائِه وأفرادِ إدارتِه، كما فرضت عقوباتٍ على الرئيسِ الكندي “جاستن ترودو” وأفرادٍ من حكومتِه.
إلّا أنّ هذه الخطوةَ تأتي فيما أعلنت وسائلُ إعلامٍ بأنّ روسيا قد تتعرضُ للإفلاس، حيث يتوجبُ عليها سدادُ مئةٍ وسبعةَ عشرَ مليونَ دولارٍ من مدفوعاتِ الفائدةِ على السنداتِ الحكوميةِ بالدولار، الذي تُعاني روسيا من شحٍّ في كمياتِه لدى بنوكِها.
وفي سياقٍ آخر، أفادت مصادرٌ أوكرانيةٌ بأنّ إعادةَ إعمارِ ما دمرَه جيشُ الرئيسِ الروسي “فلاديمير بوتين” في أوكرانيا ومدنِها، ستتطلبُ خمسَمئةٍ وخمسةً وستينَ مليارَ دولارٍ أمريكي.
ومن جانبٍ آخر، تتواصلُ جلساتُ المفاوضاتِ الروسيةِ الأوكرانية لإيجادِ حلٍّ ينهي الحرب، وتعليقاً على سيرِ المفاوضات، قال وزيرُ الخارجيةِ الأوكراني “ديميترو كوليبا”، إنّها تسيرُ بشكلٍ إيجابيٍّ نوعاً ما، لكنّها صعبةٌ وتحتاجُ لمزيدٍ من الوقت، كما قالِ الرئيسُ الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” إنّها باتت أكثرَ واقعية، على حدِّ وصفِهما.
أما على الجانبِ الروسي، فيبدو أنّ الرئيسَ “فلاديمير بوتين” يسعى لفرضِ مطالبِه الأوليةِ دونَ تقديمِ أيِّ تنازلاتٍ للجانبِ الأوكراني، والمتمثلةِ بنزعِ سلاحِ أوكرانيا وجعلِها دولةً محايدة، بالإضافةِ لعدمِ انضمامِها لحلفِ شمالِ الأطلسي، والاعترافِ بشبه جزيرةِ “القرم” وإقليمَي “لوغانسك” و”دونييتسك” كأقاليمَ مستقلةٍ ذاتيةِ الحكم.
ومن جانبٍ آخر، ونظراً لديكتاتوريةِ “بوتين”، قدمَ عددٌ آخرٌ من موظفي شبكةِ “آر تي” الإعلاميةِ الروسيةِ استقالاتِهم، قائلينَ إنّ الحربَ التي شنَّها “بوتين” غيرُ شرعيةٍ وغيرُ مبررة، كما تتواصلُ المظاهراتُ والاحتجاجاتُ في الداخلِ الروسي، اعتراضاً على الحربِ واحتلالِ أوكرانيا، والتي تُقابلُ بسلسلةِ قمعٍ واعتقالات.