تصريحات ميقاتي وعون تكشف التخبطَ والتشرذم في سياسة لبنان الخارجية
فيما تسعى بعضُ الأطرافِ السياسيةِ اللبنانيةِ لتوطيدِ العلاقاتِ الخارجيةِ مع دولِ الجوار، تسعى أطرافٌ أخرى لنسفِ تلكَ المحاولاتِ وإبقاءِ لبنانَ وشعبِه تحتَ سطوةِ واحتلالِ إيرانَ وميليشيا "حزب الله"، وتدافعُ عن وجودِهم وتصرفاتِهم التي أدخلت البلادَ في دوامةِ الأزمات.
في ظلِّ ما تشهدُه العلاقاتُ اللبنانيةُ الخليجيةُ من توتراتٍ بسببِ تصرفاتِ ميليشيا “حزب الله” الإيرانيةِ في لبنان، واحتلالِها وسيطرتِها على مفاصلِ الحكومةِ اللبنانية، تسعى الحكومةُ اللبنانيةُ لرأبِ الصدعِ اللبناني الخليجي، حيث أصدرَ رئيسُ الوزراءِ اللبناني “نجيب ميقاتي” بياناً، جددَ فيه التزامَ الحكومةِ بإعادةِ العلاقاتِ بين لبنانَ ودولِ الخليجِ إلى طبيعتِها، ومنعِ لبنان من أن يكونَ منصةً للتهجمِ على دولِ الخليجِ وضربِ استقرارِها، وهو ما قوبلَ بترحيبٍ كبيرٍ من قبلِ السعوديةِ والكويت، اللتانِ أكدتا سعيَهما للعملِ على تحقيقِ استقرارِ لبنان، وإرساءِ الأمانِ والازدهارِ للبنانيين.
لكن وعلى الجانبِ المقابل، وفي دليلٍ على تبعيةِ رئاسةِ الجمهوريةِ لميليشيا “حزب الله”، أكدَ الرئيسُ اللبناني “ميشيل عون”، وفي تصريحٍ لصحيفةِ “لا ريبابليكا” الإيطاليةِ خلالَ زيارتِه لإيطاليا، أنّ مقاومةَ “حزب الله” لاحتلالِ إسرائيل ليست إرهاباً، وأنّه ليسَ لـ “حزب الله” أيُّ تأثيرٍ على الواقعِ الأمنيِّ الداخلي للبنانيين، على حدِّ تعبيرِه.
وهذا وإن دلَّ على شيء، فإنّما يدلُّ على التناقضِ وعدمِ التنسيقِ بينَ رئاسةِ الجمهوريةِ ورئاسةِ الوزراء، اللتان تُعتبرانِ عِمادَ السياسةِ الخارجيةِ للبنان، وأنّ كلَّ طرفٍ منهما يسيرُ في خطٍّ متناقضٍ تماماً مع الآخر، بغيةَ تحقيقِ مآربَ ومصالحَ سياسيةٍ خلالَ الانتخاباتِ المقبلةِ على حسابِ الشعبِ اللبناني واستقرارِه، ما سيؤدي لتعميقِ الأزماتِ اللبنانيةِ المتشابكةِ والمعقدة.
وفي الوقتِ ذاتِه، طلبَ “عون” من مضيفيه الإيطاليينَ تقديمَ المساعدةِ للبنان، لحلِّ أزماتِه الماليةِ والاقتصاديةِ والسياسيةِ والاجتماعية، وخاصةً فيما يتعلقُ باللاجئينَ السوريين، وضرورةَ توفيرِ البيئةِ الملائمةِ والحوافزِ لإعادتِهم لبلادِهم وإعمارِ ما تهدمَ جراءَ الحربِ السورية.
رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي يدعو لاستبعاد حزب الله من الحكومة اللبنانية الجديدة
في لقاء له عبر منصة “السياسة” اللبنانية، أكد رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي…