09/04/2022

“الأناضول تشكف عن أسباب تناقص أعداد المسيحيين في العراق وصعوبة عودتهم إلى البلاد”

كشف تقرير صحفي أعدته وكالة أنباء الأناضول، أنَّ مسلسلَ إضطهاد المسيحيين في العراق ليس بالأمر الجديد، بل يعود إلى أكثرَ من تسعين عاماً. وأوضح التقرير قي لقاءاتٍ أجراها مع قادة كنسيين ومسؤولين حكوميين، أن تناقصَ أعداد المسيحيين العراقيين يعود لأسبابٍ عديدة، من بينها التطرف والأرهاب وفقدان الأمن وإنعدام الخدمات والإقتتال الطائفي بين شيعة العراق وسنَّتِه.

ترك مسيحيو الموصل كنائسَهم ومنازلَهم وممتلكاتِهم، إلى جانب ذكرياتهم وتاريخهم في مدينة الموصل العريقة، لعدم قدرة مؤسسات الدولة على حمايتهم من بطش تنظيم داعش الإرهابي الذي غزا المدينة في العام 2014. ولكن حين إستعاد العراقُ بدعم من التحالف الدولي، كافة أراضيه من قبضة “داعش” عام 2017، عادت بعضُ الأسر المسيحية القليلة إلى الموصل وسهل نينوى، فيما نزحت معظم الأسر إلى مناطق أكثر أمناً وخاصة إلى إقليم كوردستانَ العراق، شماليَّ البلاد.
وفي تقرير عنونته وكالة أنباء الأناضول بإسم “مسيحيو العراق، هجرة إجبارية وعودة صعبة”، قال رئيس الوقف المسيحي بالعراق رعد كججي، في تصريح خاص، إن “هناك العديدُ من العوامل التي ساعدت على استمرار مسلسل هجرة المسيحيين من العراق، موضحاً أن عدمَ الاستقرار الأمني والسياسي والاستهداف الطائفي وانتشار عناصر التنظيمات الإرهابية تقف وراء هجرة المكون المسيحي من العراق.
واستبعد كججي احتمالَ عودة المسيحيين المهاجرين إلى البلاد، مبيناً أن معظمهم قاموا ببيع ممتلكاتهم وأنه من الصعب العودة مرة أخرى. ورجَّح رئيسُ الوقف المسيحي أن يكون عددُ المسيحيين في عموم العراق، بما في ذلك إقليمُ كوردستان، لا يتجاوز الخمسَمِئةِ ألفاً فحسب.
فيما قال رئيس أساقفة الكنيسة الكلدانية في كركوك والسليمانية المطران مار يوسف توما، إن “تناقص أعداد المسيحيين كان وراء إغلاق الكنائس في البلاد”. وأوضح المطران في حديث مع الأناضول، أن التطرف في البلاد يعد أبرزَ الأسباب التي تقف وراء هجرة أبناء الديانة المسيحية من العراق.
وأضاف مطران الكنيسة الكلدانية: أن “عودة المسيحيين إلى العراق مجدداً مرتبطة بعدة أمور أبرزها الدور الحكومي الجاد بهذا الشأن من خلال إقرار تشريعات تجرم الاستهداف والتمييز الطائفي وسياسات تعمل على رفع الوعي المجتمعي”.
وفي تصريح آخر للأناضول، قال أوكر زيا، مواطن مسيحي يسكن في العاصمة بغداد، إن “مسلسل الاعتداء على المسيحيين بالعراق له تاريخ طويل ممتد منذ عام 1930”. وأضاف أن “عودة المسيحيين المهاجرين إلى العراق باتت صعبة للغاية، نظراً لمعاناتهم المريرة في البلاد على مدى سنوات طويلة، إضافة إلى أن العراق لا يزال يعاني غيابَ الأمن والاستقرار وسوءَ الخدماتِ العامة”.
وكان تقريرُ مفوضية حقوق الإنسان العراقية للعام 2021، أشار إلى أن “1315 مسيحياً قتلوا في العراق بين عامي 2003-2014، إضافة إلى نزوح 130 ألفا واختطاف 161 آخرين خلال فترة سيطرة تنظيم “داعش” على مدينة الموصل بين عامي 2014-2017″.

‫شاهد أيضًا‬

إحياء الذكرى السنوية الأولى لشهداء عرس بغديدا

إحياءً للذكرى السنوية الأولى لكارثة عرس بغديدا والذي راح ضحيته مئةً وخمساً وثلاثون شخصاً، …