سكان محليون ومنظمات حقوقية تطالب الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها

لم تقتصر جرائمُ “داعش” في مدينةَ “الموصل” على البشرِ فحسب، بل ارتكبَ عناصرُه جرائمَ بحقِّ آثارِ المدينةِ ورموزِها التاريخية، ومن أبرزِها قلعةُ “تلعفر” التاريخيةُ وسطَ المدينة، المعروفةِ باسمِ “القلعةِ الآشورية”، التي تم تحويلُها إلى رمادٍ وتفجيرُ كلِّ ما فيها من عناصرَ معماريةٍ قديمة، ليكون هجومُ “داعش” عليها هو الثالثُ عبرَ التاريخ.
وعليه، طالبَ أهالي المدينةِ الحكومةَ العراقيةَ بإعادةِ إعمارِها وترميمِها، وقال أحدُ الكتّابِ والحقوقيينَ العراقيين، إنّ القلعةَ ليست مجردَ هيكلٍ مشيد لدى أبناءِ “تلعفر”، بل هي رمزٌ وهويةٌ حضارية، لذلك تُعدُّ المطالبةُ بإعادةِ إعمارها من أولويات سكانها، مضيفاً بأنّ الجميعَ مستاءٌ من تأخرِ الحكومةِ في أداءِ واجبها في هذا الجانب، داعياً الجهاتِ الدوليةَ والمحليةَ المعنية للسعي بجديةٍ لإعمارِ القلعة، وفق الطرازِ التاريخيِّ الخاصِ بها.
ومن جهةٍ أخرى، أفاد أحدُ السكانِ بأنّ قائمقاميةِ قضاءِ “تلعفر” ومحافظَ “نينوى” ومفتشيةَ آثارِ “نينوى”، أبدوا دعمهم لطلبِ إعادةِ الإعمار، لكن الموافقةَ لم تصدر حتى الآن.
وفي سياقٍ منفصل، أكد المرصدُ العراقيُّ لحقوقِ الإنسان، أنّ الألغامَ التي خلفَها “داعش” وراءَه بعد دحرِه عامَ ألفينِ وسبعةَ عشر، وتلكَ التي زُرِعت أثناءَ الحربِ العراقيةِ الإيرانيةِ والعراقيةِ الكويتية، ما تزال تفتك بالسكان وتسقط قتلى وجرحى بشكلٍ شهري، خاصةً في “كركوك” و”نينوى” و”الأنبار” وغيرِها من المحافظات، كما تتسبب بإعاقةِ الزراعةِ ورعي المواشي وإعادةِ الإعمارِ فيها.
وعليه، دعا المرصدُ السلطاتِ العراقيةَ لبذلِ مزيدٍ من الجهودِ لإزالةِ الألغامِ والقذائف والمتفجراتِ غير المنفلقة، وتنظيمِ عملِ البرنامجِ الذي تتبناه في هذا الصدد، واتباعِ وسائلَ حديثةٍ واستخدامِ أدواتٍ متطورة، وعدمِ الاعتمادِ الكليِّ على العملِ اليدوي، بالإضافةِ للاهتمامِ بضحايا الألغام ومعالجتهم وتوفيرِ الأطرافِ الاصطناعيةِ لمن يحتاجها مجاناً، وتسهيلِ إجراءاتِهم دونَ وسيطٍ أو تعقيد.