فاجعة واستفزازات جديدة تزيد من معاناة الشعب اللبناني

وصلَ الشعبُ اللبنانيُّ لمراحلَ لم يعد فيها قادراً على تحملِ أعباءِ المعيشةِ في بلدٍ مزقته سلسلةُ الأزماتِ المتعاقبة، التي لا بوادرَ لإمكانيةِ حلِّها في القريبِ المنظور، وعليه، عمدَ نحوُ ستينَ شخصاً للهربِ من “طرابلس” إلى قبرص عبرَ زورقٍ لا يتسعُ سوى لعشرةِ أشخاص.
ولأسبابٍ لا زالت مجهولة، غرقَ القاربُ قبلَ خروجِه من المياهِ الإقليميةِ اللبنانية، ما تسبب بغرقِ أكثرَ من عشرةِ أشخاص، فيما تمكنت فرقُ الإنقاذِ من انتشالِ نحوِ خمسةٍ وأربعينَ شخصاً، ولا تزالُ عملياتُ البحثِ جاريةً عن المفقودين.
وبحسبِ الجيشِ اللبناني، فإنّ دوريةً حاولت حثَّ الزورقِ الغريقِ على العودة، لأنّ الوضعَ غيرُ آمن، مضيفاً بأنّ قائدَ المركبِ حاولَ الهرب، فارتطم بمركبِ القواتِ البحريةِ للجيش اللبناني، مشدداً على أنّه لم يتم استعمالُ السلاحِ من قبلِ عناصرِ الجيش.
لكن ورغمَ التوضيحات، وجه أهالي الضحايا اتهاماتٍ للجيشِ وحملوه مسؤوليةَ الحادث، كما حاولوا اقتحامَ مستشفى “طرابلس” الحكومي الذي نُقِلَت إليه الجثث.
الحكومةُ اللبنانيةُ أعلنت يوم الاثنين يومَ حدادٍ رسميٍّ على ضحايا الزورق، كما وجه رئيسُ الوزراء “نجيب ميقاتي” الجهاتِ المعنيةَ بتقديمِ كلِّ ما يلزمُ لعائلاتِ الضحايا.
وتعليقاً على الحادثة، قال رئيسُ الحكومةِ اللبنانيةِ الأسبق “سعد الحريري”، إنّه وعندما تصل الأمورُ بالمواطنِ للجوءِ إلى قواربِ الموتِ هرباً من جهنمِ الدولة، فهذا يعني أننا أصبحنا في دولةٍ ساقطة، على حدِّ تعبيرِه، مضيفاً بأنّ المطلوبَ هو إجراءُ تحقيقٍ سريعٍ لكشفِ الملابسات.
ومن جانبٍ آخر، وفيما يعاني الشعبُ اللبنانيُّ من وطأةِ أزماتِه، تحاولُ جهاتٌ داخليةٌ إشعالَ فتيلِ الحربِ مع إسرائيل، لتزيدَ من معاناةِ الشعب، حيث أعلن الجيشُ الإسرائيليُّ أنَّ قواتِه المدفعيةَ قصفت أهدافاً في لبنان، وأطلقت النارَ باتجاهِ أهدافٍ في لبنان انطلقت منها قذيفتان صاروخيتان باتجاهِ “الجليل”
ويُذكرُ أنّ ميليشيا “حزب الله” الإيرانيةَ في لبنان، سبق وأن أطلقت صواريخَ تجاه الأراضي الإسرائيلية، كنوعٍ من الاستفزاز.