معركة جديدة يخوضها حزب القوات بعد فوزه بالانتخابات

بعدَ فوزِ كتلتِه بالأكثريةِ النيابيةِ خلال الانتخاباتِ الأخيرة، أكد رئيسُ حزبِ “القوات” اللبنانية “سمير جعجع”، أنّ التغييرَ الذي أفرزته الانتخاباتُ مع فقدانِ “حزب الله” الأكثرية، يحتم تغييراً في الأداءِ السياسي، والذي من شأنِه أن يجعلَ الدولةَ اللبنانيةَ صاحبةَ القرارِ الاستراتيجيِّ في السلمِ والحرب، وفي السياسةِ الخارجية، وألّا يعودَ لأحدٍ الحقُّ بأن يتخطى سقفَ الدولةِ وأن يُقدِمَ على حربِ تموزٍ جديدة، أو أن ينقلَ صواريخَ من مكانٍ لآخرَ دون موافقةِ ومعرفةِ الجيشِ اللبناني، وذلك في إشارةٍ واضحةٍ منه لميليشيا “حزب الله” الإيرانيةِ في لبنان.
وأوضح “جعجع” أنّه لم يعد هناك من سلاحٍ في الداخل، بل هناك عمليةٌ سياسيةٌ تجلت عبر الانتخابات، مردفاً بأنّ ترجمةَ المسارِ الجديد تبدأ بانتخابِ رئيسٍ للبرلمان، يساعد على إتمامِ المهمةِ ويحافظُ على الكيانِ والدولةِ اللبنانية، مشدداً على أنّ حزبَه لن ينتخبَ الرئيسَ الحالي “نبيه بري” على الاطلاق، لأنه جزءٌ من الفريقِ الآخر، على حدِّ وصفِه.
ويأتي تصريحُ “جعجع” بُعَيدَ إعادةِ “بري” ترشيحَ نفسِه لرئاسةِ البرلمان.
غيرَ أنّ المشهدَ يوحي بأنّ “جعجع” سيواجه عراقيلَ فيما يتعلقُ بتشكيلِ الحكومةِ واختيارِ رئيسِ البرلمان، إذ أنّ المقاعدَ المخصصةَ للمكونِ الشيعي في البرلمان، بقيت تحت سطوةِ كلٍّ من “حزب الله” و”حركة أمل”، لذا فإن اختيارَ رئيسٍ شيعيٍّ جديدٍ عوضاً عن “بري”، تبدو مهمةً صعبة.
وفي السياق، اعتبر البطريركُ السرياني الماروني الكاردينال “مار بشارة بطرس الراعي‬”، أنّ فوزَ الكتلِ السياديةِ في الانتخاباتِ ليس نهايةَ الانتصارِ بل بدايتَه، داعياً المواطنين إلى اليقظةِ والاستعدادِ لمواجهةِ الالتفافِ على الإرادةِ الشعبيّة.
وأضافَ “الراعي” خلال عظةِ يومِ الأحد، إنّ ما آلمَنا هو أن تندلع غداةَ نتائجِ الانتخاباتِ اضطراباتٌ أمنية، وتعودَ الأزماتُ وكأنّ هناك من يريدُ أن يعطّل واقعَ التغيير، ويريدُ الانقلابَ على نتائجِ الانتخابات.
ويُشارُ إلى أنّ مناصري “حزب الله”، كانوا قد شنوا هجماتٍ مسلحةً على مرشحي ومناصري “حزب القوات” في مختلفِ المدنِ اللبنانية، غداةَ صدورِ النتائجِ الانتخابية.