30/05/2022

إبراهيم مراد يؤكد أهمية العيش المشترك بين مكونات الشرق الأوسط

عُقِدَ المؤتمرُ الأولُ للحوارِ اللبناني الكردي في لبنان، بدعوةٍ من أحزابٍ وجمعياتٍ ومنظماتٍ لبنانيةٍ من بينِها حزبُ الاتحادِ السرياني العالمي، الذي ألقى رئيسُه "إبراهيم مراد" كلمةً أكد فيها أهميةَ العيشِ المشتركِ بينَ شعوبِ المنطقة.

بدعوةٍ من المركزِ اللبنانيِّ للأبحاثِ والاستشاراتِ وحزبِ الاتحادِ السريانيِّ العالمي ورابطةِ نوروز الثقافيةِ الاجتماعية وجمعيةِ مساواة ورابطةِ “جين” النسائية، وتحت شعار “نحو عيشٍ مشتركٍ ومواطَنةٍ متساوية”، شهدت العاصمةُ اللبنانيةُ “بيروت” يوم الأحد، انعقادَ المؤتمرِ الأولِ للحوارِ اللبناني الكُردي، وذلك بحضورِ أكثرَ من سبعين مندوباً من مختلفِ محافظاتِ ومناطقِ لبنان، من كلِّ الهوياتِ القوميةِ والدينيةِ والأثنية، ومن مختلفِ العقائدِ والتوجهاتِ السياسيةِ والفكرية.
وتضمن المؤتمرُ جلساتٍ حواريةً عن تاريخِ العلاقاتِ الكرديةِ العربيةِ والوجودِ الكردي في لبنان، وعن السياساتِ الاستعماريةِ والتدخلاتِ الإقليمية، وعن تأثيرِ ذهنيةِ وأدواتِ الدولةِ القوميةِ على تلك العلاقات، بالإضافةِ للحديثِ عن التضامن ووحدةِ المصيرِ بين الشعوبِ في مواجهةِ التحديات.
وخرجَ المجتمعون ببيانٍ أشاروا فيه لأهميةِ انعقادِ مثل هذه المؤتمرات في الوضعِ الراهن، حيث تشهدُ المنطقةُ صراعاتٍ تهدفُ لتشتيتِ شعوبِها بغرضِ السيطرةِ على مقدراتِها، ويأتي انعقادُ المؤتمر بهدفِ إنتاجِ حوارٍ بنّاء بين مكوناتِ لبنان المختلفة.
كما نوّه البيان للتداعياتِ التي تلامس واقعَ الشعوبِ على وقعِ صراعاتِ المصالحِ العالميةِ والإقليمية، بالإضافة لقضيةِ حريةِ المرأة، وتعهد المؤتمرُ بالعملِ على تكريسِ ثقافةِ القبولِ والاعترافِ بكافةِ الهوياتِ القوميةِ والثقافيةِ والأثنية، والتركيزِ على أهميةِ الحوارِ لحلِّ الخلافات، مشدداً على ضرورةِ رفضِ السياساتِ التوسعية التي تمارسها الدولةُ التركيةُ في المنطقة، وكذلك توظيفَها الدينَ كأداةٍ لخدمةِ مصالحها ضمن إطارِ مفهومِ العثمانيةِ الجديدة.
هذا وألقى “إبراهيم مراد” رئيسُ حزبِ الاتحادِ السريانيِّ العالميِّ كلمةً خلالَ المؤتمر، تحدثَ فيها عن ثقافةِ العيشِ المشتركِ وأخوةِ الشعوب، قائلاً إنّ من أهمِّ التحديات التي تواجه المجتمعاتِ الإنسانيةَ اليوم، هو كيفيةُ التعاملِ مع الاختلافِ الثقافيِّ والدينيِّ والعرقي، مضيفاً بأنّ صناعةَ التعايشِ داخل المجتمعِ الواحد، أو بين المجتمعات الإنسانية، أمرٌ في غايةِ الأهمية، ليس فقط لأصحابِ القرارِ السياسي، بل لأفراد المجتمعِ كافةً، وأنّ التعايش يكمن في احترامِ الآخرِ والاعترافِ بحقوقِه وكيانِه داخلَ الوطنِ المشترك.
وأردف بأنّ علينا أن ندرك أنّ ما يُدار حولنا من تدخلاتٍ إقليميةٍ ودولية، تساهم بانتشار الفوضى، منوهاً إلى أنّه ومنذُ نشأةِ المملكةِ العثمانيةِ عاشت الشعوبُ مأساة مثلت بارتكابِ مجازرِ الإبادةِ الجماعيةِ بحقِّ السريان الكلدان الآشوريين والأرمن والروم البونطيين وحتى الأكرادِ والعرب، وما زلنا نعيشها حتى الآن بشكلٍ مكثفٍّ وعنيفٍ في سوريا والعراق، كما أنّ النظامَ السوريَّ فرضَ قوميةً وهويةً واحدةً ومنعَ التعدديةَ واللغاتِ والثقافاتِ وقمعَ الحرياتِ وخلّفَ مئاتِ الآلافِ من القتلى والجرحى والمهجرين.
ووجه “مراد” دعوةً للحضورِ للاضطلاعِ على مفهومِ أخوةِ الشعوبِ والعيشِ الحقيقيِّ المشتركِ المتمثلِ بالتكاملِ الإنسانيِّ الديمقراطيِّ بين السريان والكرد والعرب في شمال وشرق سوريا، من خلال الإدارةِ الذاتية الديمقراطيةِ وقوات سوريا الديمقراطية، وطالبَ “مراد” بإقامة نظامٍ فيدراليٍّ يحافظ على التعدديةِ ويحفظُ النسيجَ اللبناني المتنوع، خاصةً بعد فشلِ النظامِ المركزي.

‫شاهد أيضًا‬

البطريرك الراعي يلتقي وزير العدل في بكركي ، رئيس حزب الكتائب سامي الجميل يحيي الذكرى العشرين لثورة 14 آذار

أحيا رئيس حزب الكتائب اللبنانية “سامي الجميّل“، الذكرى السنوية العشرين للرابع …