القوات اللبنانية تحمل المستقلين مسؤولية خسارة رئاسة البرلمان اللبناني

رغمَ فوزِ كتلةِ “حزب القوات اللبنانية” والسياديين بأغلبيةِ الأصواتِ في الانتخاباتِ النيابيةِ اللبنانية، وتأكيدِ رئيسِ الحزب “سمير جعجع” رفضَه ترشيحَ “نبيه بري” كرئيسٍ للبرلمانِ اللبناني، غيرَ أنّ جلسةَ البرلمانِ الأولى ونتائجَ التصويت، أكدت فوزَ “بري” للمرةِ السابعةِ بهذا المنصب، حيث حصلَ على موافقةِ خمسةٍ وستينَ نائباً من أصلِ مئةٍ وثمانيةٍ وعشرين، أي أنّه فازَ بنسبةِ خمسينَ فاصلة سبعةٍ بالمئةِ من الأصوات، كما تم اختيارُ “الياس بو صعب” النائبِ عن “التيارِ الوطنيِّ الحر” نائباً له. وهذا بحسبِ محللين، يُعتبرُ خيبةَ أملٍ للأكثريةِ الجديدة، إذ كان يفصلُها عن الفوزِ بالمعركةِ الفاصلةِ أربعةُ أصواتٍ فقط، لتأتي بالدكتور “غسان سكاف” نائباً للرئيس.
هذا وعزا المحللون خسارةَ الأغلبيةِ لعدمِ تنظيمِ الكتلِ والقوى الحزبيةِ السياديةِ في إطارٍ جبهويٍّ واحد، ولكن وفي المقابل، جاء فوزُ “بري” و”بو صعب” مشوباً بكثيرٍ من الضعف، إذ حقق فوزَه بشقِّ النفس، بعدَ اعتيادِه الفوز بأكثرِ من ثمانينَ صوتاً في الدوراتِ السابقة، وهذا ما سيجبرُ “بري” على تقديم تنازلاتٍ للأكثريةِ لتمريرِ القوانينِ وإدارةِ المجلسِ خلالَ السنواتِ الأربعِ المقبلة.
ورأى المحللون أنّ الجلسةَ الأولى بمثابةِ تنبيهٍ للقواتِ اللبنانيةِ لتوحيدِ صفوفِهم من جديد، والتعويضِ في استحقاقاتٍ مقبلة.
وإلى هذا، وجه “حزب القوات اللبنانية” انتقاداً للنوابِ المستقلين وحملهم مسؤوليةَ خسارةِ الاستحقاقِ النيابي، قائلاً إنّه ضبطَ برنامجَه معهم لإزاحةِ الفريقِ القديم من رأسِ السلطة، لكن تبيّن أنّ هدفهم مجردُ إثباتِ وجودٍ وحضور، بغضِّ النظرِ عن النتيجةِ السلبيةِ لتصرفاتهم، خصوصاً أن طروحاتِهم بعيدةٌ كلَّ البعدِ عن همومِ الناسِ والأزمةِ الماليةِ واللحظةِ الوطنية، التي تتطلب البدءَ في عمليةِ الإنقاذِ المطلوبة.