توترات جديدة بين تركيا واليونان حول جزر بحر إيجه

تواصلُ حكومةُ الرئيسِ التركي “رجب طيب أردوغان” تحركاتِها المزعزعةَ لاستقرارِ وسيادةِ الدولِ المجاورةِ لها، وحتى دولِ المنطقةِ عموماً، إذ عادَ “أردوغان” لإثارةِ البلبلةِ والتوتراتِ مع اليونان، بحججٍ وذرائعَ واهية، حيث شنَّ هجوماً كلامياً حادّاً ضد اليونان، واتهمَها بنشرِ جنودٍ في جزرٍ ببحرِ “إيجه”، بذريعةِ أنّ ذلك يخالفُ معاهداتِ السلامِ الموقعةِ بين الطرفين.
وقال مخاطباً القادةَ اليونانيين، عودوا إلى رشدكم، يجب نزع السلاحِ من الجزر في بحرِ “إيجه”، فأنا لا أمزح، وفي تغريدةٍ على “تويتر”، قال “أردوغان”، نحذر اليونان مرةً أخرى كي تتوخى الحذرَ وتبتعدَ عن الأحلامِ والخطاباتِ والأفعال، التي قد تؤدي إلى نتائجَ ستندمُ عليها، كما كان الحالُ قبل قرن، على حدِّ زعمِه.
فيما أكد وزيرُ خارجيتِه “مولود تشاووش أوغلو”، أنّ بلادَه ستتحدّى سيادةَ اليونانِ على الجزر، إذا واصلت إرسال قوّاتٍ إلى هناك.
تلكَ التصريحاتُ التهديديةُ الاستفزازية، قوبلت بردٍّ يوناني، إذ نشرت الخارجيةُ اليونانيةُ سلسلةَ خرائطَ تاريخيّة، تدحض الاتّهاماتِ التركيّة، وأكدت أن قوّاتها تمركزت في الجزرِ رداً على وجودِ وحداتٍ عسكريةٍ وطائراتٍ وسفنِ إنزالٍ تركيةٍ على الساحلِ المقابل، بالإضافةِ إلى الغزوِ التركي لجزيرةِ قبرص عام ألفٍ وتسعِمئةٍ وأربعةٍ وسبعين، وأوضحت أن تلكَ الخرائطً تعود إلى العامِ ألفٍ وتسعِمئةٍ وثلاثةٍ وعشرين، وتُصوّر بطريقةٍ واضحةٍ لا تقبلُ الجدل، الأفعالَ والادّعاءاتِ التركيةَ غيرَ الشرعيةِ والأحاديّة.
كما أكدت أنّ الخرائطَ توثّق مدى التعديلاتِ التركيةِ من أجل قلبِ الوضعِ الراهن وانتهاكِ القانونِ الدولي، وتهديدِ السلامِ والأمنِ والاستقرارِ في المنطقة.