موقع مسيحي يدعو واشنطن لدعم مسيحيي شمال شرق سوريا

سلط موقعُ “ذا كريستيان بوست” المعنيُّ بشؤونِ الشعوبِ المسيحيةِ الضوءَ على مسيحيي شمالِ شرق سوريا، وذلك في تقريرٍ له قال فيه، إنّ معظمَ مسيحيي المنطقةِ هم أحفادُ الناجينَ من الإبادةِ الجماعيةِ “السيفو” التي وقعت عليهم عامَ ألفٍ وتسعمِئةٍ وخمسةَ عشر، على يدِ المملكةِ العثمانية، كما لم تُتَح لهم الفرصةُ للمشاركةِ في الحياةِ السياسية.
وأضاف الموقعُ أنّه بات لدى أولئكَ المسيحيين اليوم قوىً أمنيةٌ خاصةٌ بهم، وباتوا يشاركون في الحكمِ في جميعِ المناصبِ التنفيذيةِ والتشريعيةِ والقضائيةِ في الإدارةِ الذاتيةِ في شمال شرق سوريا.
وشدد على أنّه ورغمَ تلكَ الإنجازات، فيتوجبُ على الولاياتِ المتحدةِ التعاملُ معهم بشكلٍ أكثرَ إيجابيةٍ للحفاظِ على الإنجازاتِ والبناءِ عليها.
وذكر الموقعُ أنّ المسيحيين وبعدَ تمكنِهم من النجاةِ من هولِ المجازرِ العثمانية، وخلال الانتدابِ الفرنسيِّ على سوريا، تمكنوا من بناءِ المدنِ الرئيسيةِ في شمالِ شرق سوريا، مثل “القامشلي” و”الحسكة”، وطوروا ونوّعوا القطاعَ الزراعي، وأنشأوا أسواقًا مليئةً بالمهنيين والحرفيين، وحولوا المنطقةَ شبهَ الصحراويةَ إلى سلةِ غذاءٍ تعتمد عليها سوريا حتى اليوم.
ولفت الموقعُ إلى أنّ الشعوبَ السريانيةَ الكلدانيةَ الآشوريةَ وغيرَها من المسيحيين، ومع خروجِ الانتدابِ الفرنسي وبدايةِ الحكمِ القوميِّ العربي، عومِلت معاملةً دونيةٍ وتم استضعافُها وتهميشُها، ودائماً ما تم تذكيرُهم من قبل الحكوماتِ المتعاقبة، بأن أسلافَهم ذُبِحوا وقُتِلوا، وأن الأنظمةَ الحاكمةَ والسلطويةَ هي الحلُّ الوحيدُ لحمايتهم.
وأردفَ الموقعُ أنّ الوضعَ تغيرَ مع بدايةِ الحربِ السوريةِ وتشكيلِ الإدارةِ الذاتية، حيث بدأ الشعبُ السريانيُّ وتمكن من بناءِ وحداتٍ للدفاعِ عن نفسِه، وإعلاءِ شأنِ اللغةِ السريانيةِ وجعلِها ثاني لغةٍ رسميةٍ في المنطقة.
وشدد الموقعُ على أنّه يجب على الولاياتِ المتحدةِ ألا تضيع هذه الفرصةَ النادرة، وعليها الانخراطُ مباشرةً مع القوى السياسيةِ السريانيةِ لتقويتها بطريقةٍ تمكنها من حكمِ نفسِها، ولعبِ دورٍ رئيسيٍّ في صياغةِ المستقبلِ السياسيِّ للمنطقة.