العثور على فصلٍ مفقود من الكتاب المقدس بعد نحو 1500 عام على كتابته

نشرتْ مجلةُ “دراسات العهد الجديد” مؤخراً، دراسةً تفيد بعثور العلماء على فصلٍ مفقود من الانجيل المقدّس بعد نحو ألفٍ وخمسِمئةِ 1500 عام على كتابته للمرة الأولى، حيث أن هذا الاكتشافَ يثبت مدى الإنتاجية وأهميةَ التفاعل بين التقنياتِ الرَّقَميةِ الحديثة والبحثِ الأساسي، عند التعامل مع مخطوطات العصور الوسطى.
وقد استعان الباحثون بتقنيةِ التصوير بالأشعة ما فوق البنفسجية للعثور على الفصل المخفي تحت ثلاثِ طبقاتٍ من النصوص، وأوضح الباحثون أنه حتى وقتٍ قريب كان من المعروف أن مخطوطتين فقط تحتويان على الترجمةِ السريانيةِ القديمةِ للأناجيل، إحدى هاتين المخطوطتين توجد في المكتبة البريطانية بلندن، أما الأخرى فتوجد في دير القديسة كاترين بجبل سيناء في مصر.
وأعلن الباحثون أن النصَّ الذي تمَّ اكتشافُه مؤخراً يعود إلى الرسول متى الإنجيلي، وهو الفصل الثاني عشر من الكتاب المقدس الذي تُرجم في الأساس كجزءٍ من الترجمات السريانية القديمة قبل نحو 1500 عام، وأن هذا الجزءَ يمثّل القطعةَ الوحيدةَ الباقية من المخطوطةِ الرابعة التي تقدّم دليلاً على النسخةِ السريانيةِ القديمة، ويُعدّ مدخلاً فريداً إلى المراحل الأولى من تاريخ نقلِ نصوص الأناجيل.
وذكر العلماء في الدراسة أن النصَّ يقدّم رؤى جديدةً عن الاختلافاتِ في المعلوماتِ الواردة بالترجمات، وأن هذه النسخةَ من الإنجيل تعود إلى ما قبل القرنِ السادس بناءً على تاريخ تدوينِه، وبالرغم من أن عددَ المخطوطاتِ المؤرّخةِ في تلك الفترة محدودٌ، فإن المقارنةَ مع المخطوطات السريانية المؤرّخةِ بدقّة، تسمح بتحديد الإطارِ الزمنيِّ المحتمل بشكلٍ أكبرَ ضمن النصفِ الأول من القرن السادس.