الجامعة العربية تعيد سوريا إلى مقعدها وسط استنكارٍ عربيٍّ وغربيٍّ لتعويم نظام الأسد

أتخذَ وزراءُ الخارجية العربُ قراراً توافقياً بعودة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية، بعد طردها من المجلس قبل نحو أثني عشر عاماً (12)، وذلك يوم أمس الأحد، في اجتماعٍ لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، في دورته غير العادية.
وقد تضمن القرارُ استئنافَ سوريا مشاركتَها في الجامعة العربية، استناداً لاجتماع عمّان التشاوري لحل الأزمة السورية وايقاف معاناة الشعب السوري وتحقيق الانتقال السياسي السلمي في سوريا بما ينسجمُ مع قرارِ مجلسِ الأمن الدولي رقم ألفين ومئتين وأربعة وخمسين(2254) ووفقاً لمبدأ الخطوة مقابل الخطوة.
كما نصَّ القرارُ على تشكيلِ لجنةِ اتصالٍ وزاريّة مكوّنة من “الأردن، السعودية، العراق، لبنان، مصر والأمين العام لجامعة الدول العربية، “لمتابعة تنفيذ بيان عمان، والاستمرار في الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للازمة السورية يعالج جميعَ تبعاتِها.
وتعقيباً على ذلك، قالَ المتحدث ُباسمِ الخارجيّةِ القطرية (ماجد بن محمد الأنصاري) إن موقف بلده من “التطبيع مع النظام السوري لم يتغير”، وذلك في تصريحٍ لوكالة الأنباء القطرية. مُضيفاً أنّ حكومتَه لن تكون “عائقا” أمام الخطوة التي اتخذتها الجامعةُ العربية، لكن أيَّ تطبيعٍ للعلاقات بين الدوحة ودمشق “يرتبط في المقام الأول بالتقدم في الحل السياسي الذي يحقق تطلعاتِ الشعبِ السوري”.
بدورهِ، قالَ الأمينُ العامُّ لجامعةِ الدول العربية (أحمد أبو الغيط) خلال مؤتمرٍ صحافي إثر الاجتماعِ إنّ “عودةَ سوريا إلى شغل المقعد هي بدايةُ حركة وليست نهايةَ مطاف”، وأوضحَ أيضا أن القرارَ لا يعني استئنافَ العلاقات بين سوريا والدول العربية، وقال “هذا قرارٌ سياديٌّ لكل دولةٍ على حدة”.
في المقابلِ، انتقدت الولاياتُ المتحدة قرارَ عودة سوريا لمقعدِها في جامعة الدول العربية، قائلةً إن دمشقَ لا تستحق هذه الخطوةَ، كما شككت في رغبة رئيس النظام في حل الأزمة الناجمة عن الحرب الأهلية في بلاده.
وقالَ متحدثٌ باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن “الولاياتِ المتحدةَ تعتقد، مع ذلك، بأن الشركاءَ العرب يعتزمون استخدامَ التواصلِ المباشر مع الأسد للضغط من أجل حلّ الأزمة السورية التي طال أمدُها”، وأن واشنطن تتفق مع حلفائِها على الأهداف النهائية لهذا القرار”.