جوزيف لحدو يتحدث لوكالتنا عن مجازر السيفو ووقعها على شعبنا
أجرت وكالة syriac press لقاءً مع السيد جوزيف لحدو تحدث خلاله عن وقع مجازر السيفو على شعبنا، والتأثيرات الجسيمة التي خلفتها خلال أكثر من مئة عام، مؤكداً أهمية نضال مجلس بيث نهرين القومي للحصول على الاعتراف الدولي بتلك المجازر، وضمان عدم تكرارها لاحقاً بحق شعبنا.
تمر علينا اليوم الذكرى الثامنة بعد المئة لواحدة من أكبر وأبشع المجازر التي تعرض لها شعبنا السرياني الاشوري الكلداني والشعب الأرمني، مجازر السيفو التي وقعت أحداثها سنة 1915 على يد الدولة العثمانية، وحول هذه المجازر وتداعياتها أجرت وكالة syriac press لقاءً مع السيد جوزيف لحدو والذي تحدث قائلاً بأن هذه المجازر كان الهدف منها إبادة شعبنا واقتلاعه من جذوره التاريخية، حيث جرى التخطيط لها من قبل حزب الاتحاد والترقي من الدولة العثمانية، والذي كان متعصباً لسياسة التتريك ويسعى لقتل كل ماهو مختلف عنهم.
وتابع لحدو قائلاً: لقد أعطيت الأوامر من قبل السلطان العثماني بإبادة المسيحيين من سريان اشوريين كلدان وأرمن في كافة أرجاء الدولة العثمانية وليس فقط في طور عابدين، وقتلهم بطرق وحشية وسبي نسائهم واحتلال أملاكهم والسيطرة عليها، كما جرى الضغط على بعض القبائل الكردية للمشاركة في إبادة المسيحيين وتهجيرهم، في حين إن بعض العشائر والقبائل الأخرى لم تنفذ هذه الأوامر.
وحول التأثيرات السلبية لمجازر السيفو والتي بقيت محفورة في ذاكرة شعبنا، قال لحدو إنها تركت ندبات وجروح لم تستطع السنين محوها، حيث أُبيدت عوائل بأسرها والناجون من تلك المجازر فقدوا أحبائهم وأهلهم وأمام أعينهم جرى قتلهم بأبشع الطرق والوسائل، قتلوهم بالسيف وشقوا بطون الحوامل وصلبوا النساء عاريات والكثير من الفظائع التي تقشعر لها الأبدان، ويعجز اللسان عن وصف بشاعتها.
وفيما يتعلق باعتراف بعض الدول بتلك المجازر، أشار لحدو إلى أن الدول العظمى والكبرى التي تتحكم بالمجتمع الدولي كانوا قد صمتوا عن تلك المجازر حينها، والدولة الألمانية تحديداً كانت قد شاركت بالمجازر في صمتها عما حصل، كما كانوا يرافقون الضباط الاتراك حينها أثناء تنفيذ المجازر، لأجل مصالح سياسية تتعلق بالدول العظمى، متغاضين عما ارتُكب في حق الإنسانية.
ولكن بعد نضالٍ طويلٍ من شعبنا ومؤسساته في مختلف أنحاء العالم، وبشكلٍ خاص نضال مجلس بيث نهرين القومي والمؤسسات والاحزاب التابعة له للمطالبة بالاعتراف الدولي، اعترفت بعض الدول بوحشية تلك المجازر والبعض الآخر لم يعترف بعد بسبب مصالحه السياسية.
وفيما يتعلق بعدد الذين استشهدوا خلال المجازر، أوضح لحدو أن الإحصاءات تشير لاستشهاد حوالي مليون ونصف المليون من الشعب الأرمني، وقرابة 750 ألف سرياني أشوري كلداني، طبعاً هذه أرقام تقريبية لأنه يوجد الكثير ممن استشهدوا بالمجازر لم يُعرفوا ولم يتم التمكن من العثور على جثثهم ولم تُعرف هويتهم.
وختم جوزيف لحدو تصريحه بالقول، باقتراف تلك المجازر حقق العثمانيون هدفهم بتهجير شعبنا واقتلاعه من جذوره والسيطرة على أملاك وأراضي شعبنا، ولم يكتفوا بمجازر السيفو فقط، حيث من نجا من تلك الإبادة جرى الضغط عليه سياسياً واجتماعياً واقتصادياً من قبل الحكومات التركية المتعاقبة، فاضطروا للهجرة إلى سوريا والعراق وبعض الدول الأوروبية، وبهذا أصبحت قرى شعبنا في تركيا فارغة من سكانها الأصليين.
اعلنت البطريركية الأرمنية في تركيا بانها ستحيي ذكرى شهداء إبادة عام 1915، بقداس خاص يقام في كنيسة “سورب فارتانانتس” في إسطنبول، وذلك يوم الخميس في الرابع والعشرين من نيسان
إسطنبول – من المقرر أن تُقيم البطريركية الأرمنية في تركيا قداسًا خاصًا صباح الخميس، …