العين بالعين.. أهالي السويداء يحتجزون عناصر من جيش النظام السوري

بعد أكثرَ من عقدٍ على اندلاعِ الأزمةِ السورية، عاش خلالَها الشعبُ السوريُّ جميعَ مظاهرِ الحرب، أصبح من الطبيعيِّ في سوريا أن تلقى قواتُ النظامِ السوريِّ مقاومةً وردودَ فعلٍ عسكرية، ضد سياسةِ الاعتقالِ والقمعِ الوحشيةِ التي تنتهجُها بحقِّ السوريين.
من الجنوب السوري، حيث يهيمنُ النظامُ السوريُّ وميليشياتُه على المنطقةِ التي تعيش فلتاناً أمنياً لا يخفى، والتي دائماً ما تظهرُ فيها قواتُه بمظهرِ الضعيف، أقدمت مجموعةٌ مسلحةٌ في “السويداء” على احتجازِ عناصرِ أمنٍ وعساكرَ في جيشِ النظام، وذلك بغيةَ مبادلتهم مع معتقلٍ في سجونِ “الأسد”
وبحسب مصادرَ محلية، كانت قواتُ النظامِ قد اعتقلت الشاب “كنّاز حيلاني” بـ “دمشق” منذ أكثر من شهر، تمهيداً لسوقِه إلى الخدمةِ العسكريةِ بجيشِ النظام، لكنه كان بحاجةٍ إلى عنايةٍ طبيةٍ بسبب إصابته بكسورٍ في قدميه، وعدمِ قدرتِه على المشي.
ورداً على ذلك، قطع أفرادُ مجموعةٍ مسلحةٍ من أقاربِ المعتقل، الطريقَ الواصلَ بين “دمشق” و”السويداء”، عند جسرِ قريةِ “سليم” لمدةِ ساعة، بحثاً عن عناصرَ من قواتِ “الأسد” وأجهزةِ النظامِ الأمنيةِ في السيارات والحافلات، وتمكنت من احتجازِ ثلاثةِ عناصرَ من قوات النظام، بحسب ما أفادت به شبكةُ “السويداء أربعٍ وعشرين”
وأفادت الشبكةُ بأن أفرادَ المجموعةِ أطلقت سراحَ العناصر، وذلك بعد تدخلِ وساطاتٍ أهليةٍ لإقناع المجموعةِ المسلحةِ بإطلاقِ سراحِهم وفتحِ الطريق، مقابلَ حصولِهم على وعودٍ بالإفراج عن “كنّاز” المعتقلِ في سجنِ “القابون” بـ “دمشق”
وعلى مبدأِ العين بالعين، عادةً ما يقوم أهالي “السويداء” بالردِّ على الانتهاكاتِ والاعتقالاتِ التعسفيةِ بحقِّ أبنائِهم، من خلال قطعِ الطرقِ وإجراءِ اعتقالاتٍ مماثلةٍ بحقِّ عناصرَ في الجيشِ أو الفروعِ الأمنية، بغية الضغطِ على قواتِ النظام، والتي غالباً ما تؤتي ثمارَها، وتجبرُ النظامَ على تلبيةِ مطالبِ الأهالي.