الشقاق يتصاعد.. وروسيا تصف استفزازات تركيا بطعنات في الظهر

يبدو أن الخلافاتِ التي هبطت نحو القاعِ لفترةٍ من الزمن، عادت لتطفو على السطحِ من جديدٍ بين روسيا وتركيا، فقد قال “فيكتور بونداريف” رئيسُ لجنةِ الدفاعِ والأمنِ في مجلسِ الاتحادِ الروسي، إنّ تركيا دولة تحولت إلى دولةٍ غيرِ صديقة، بعد اتخاذِها سلسلةً من القراراتِ الاستفزازية.
تصريحاتُ “بونداريف” جاءت خلال لقاءٍ مع وكالةِ “تاس” الروسيةِ يوم الاثنين، والذي أضافَ فيه بأنّ أحداثَ الأسابيعِ الماضيةِ وللأسف، تظهر بوضوحٍ أن تركيا مستمرةٌ بشكلٍ تدريجيٍّ وثابتٍ في التحولِ من دولةٍ محايدة، إلى دولةٍ غيرِ صديقة، على حدِّ قولِه.
وأشار إلى أنّ ذلك بدا بوضوحٍ عقب زيارةِ الرئيسِ الأوكرانيِّ “فولوديمير زيلينسكي” لتركيا، ومجاهرةِ تركيا بتصريحاتِها حول تأييدِها انضمامَ أوكرانيا للناتو، وهو ما يشكل خطراً على روسيا.
من جانبٍ آخر، ذكر “بونداريف” أن تركيا انتهكت اتفاقاً مع الجانبِ الروسي، حين أطلقت سراحَ قادةِ الكتيبةِ الأوكرانيةِ التي دافعت عن مجمعِ “آزوفستال” للصلب بمدينةِ “ماريوبول” الأوكرانية، قبل أن تسيطر عليها القواتُ الروسية، على الرغمِ من الاتفاقِ على إبقائِهم في تركيا حتى نهايةِ الحرب.
وشدد “بونداريف” على أنّ مثل هذا السلوك، لا يمكن وصفُه بأيِّ شيءٍ سوى طعنةٍ في الظهر، واصفاً تلك الخطوةَ بأنها غيرُ ودية، وجاءت نتيجةً لضغوطٍ من الناتو، على حدِّ تعبيرِه.
لكن ومن جانبٍ آخر، يرى مراقبون، ومنهم رئيسُ المركزِ الدوليِّ للدراساتِ الجيوسياسيةِ والاقتصاديةِ “محمد وليد يوسف”، أنّ “بوتين”، وفي استراتيجيةٍ لا مبررَ ولا مسوغَ لها، قام بتمكينِ الرئيسِ التركيِّ “رجب طيب أردوغان” من تحقيقِ مقاصدِه الاستراتيجية، ومنحِه المكاسبَ الجيوسياسيةَ السخية، وفتحَ له الأبوابَ حين أقفلَها عليه الحلفاءُ في الغرب.