07/08/2023

مجلس بيث نهرين القومي يستذكر مجزرة سيميلي

في مستهلِّ البيان، قال مجلسُ “بيث نهرين” القوميُّ إنّه وخلال اتفاقيةِ “سايكس بيكو” عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ وستةَ عشر، تم تقسيمُ أراضي “بيث نهرين” والشرقِ الأوسط، ما جعلَ شعبَنا هدفاً للإباداتِ الجماعيةِ والجرائم.
ففي هذه الاتفاقية، جُرِّدَ شعبُنا من حقوقِه، بعدَ معاناتِه من مجازرِ “سيفو” والتهجيرِ من أرضِه، كما أنّه وبعدَ توقيعِ اتفاقيةِ “لوزان”، لم يتمَّ احترامُ حقوقِ الأقلياتِ وحقوقِ شعبنا ولم يتمَّ تطبيقُها، بل تمَّ إفساحُ المجالِ لممارسةِ سياسةِ التهميشِ والإقصاءِ بحقِّه، كما لم تطالب أيُّ قوةٍ دوليةٍ بمحاسبةِ المعتدين على شعبِنا والشعوبِ الأخرى التي تُرِكَت بدون أيِّ اعتراف.
وأردفَ المجلسُ في بيانِه، بأنّ حربَ الإقصاءِ التي مورست بحقِّ شعبِنا في السابعِ من آب عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ وثلاثةٍ وثلاثين، ما هي إلا نتيجةٌ لسياسةِ الإنكارِ والتهميش.
مجزرةُ “سيميلي” صفحةٌ سوداءٌ وأليمةٌ في تاريخِ شعبِنا السرياني الكلدانيِّ الآشوري، ارتُكِبَت إبانَ استقلالِ العراقِ عن الاستعمارِ البريطانيِّ عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ واثنين وثلاثين، كما أنّ خطةَ الإبادةِ بحقِّ شعبِنا كانت قد بدأت عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ وأربعةٍ وعشرين، حين ارتكبت تركيا إبادةً جماعيةً واتبعت سياسةَ التهجيرِ بحقِّ شعبِنا من “هكاري” و”أورهوي”، وصولاً إلى مجزرةِ “سيميلي” التي تمَّ فيها استهدافُ جوهرِ شعبِنا وقيَمِه التاريخيةِ والثقافيةِ والتراثية، ومطالبِه في الحرية.
وأضافَ المجلسُ بأنّه وخلال مجزرِةِ “سيميلي”، تم قتلُ المئاتِ من أبناءِ شعبِنا، وتهجيرُ عشراتِ الآلافِ وتدميرُ ونهبُ عشراتِ الأماكنِ المقدسة، ما أدى لكسرِ إرادةِ شعبِنا القومية، إذ حُكِمَ على الناجين من المجزرةِ بالجوعِ والأمراضِ واللجوءِ للمخيمات.
كما أنّ المجزرةَ التي ارتكبَها الجيشُ العراقيُّ وبعضُ العشائرِ الكردية، كانت بدعمٍ ومباركةٍ من قبلِ بريطانيا والدولِ الإقليميةِ الأخرى، وأسفرت عن بقاءِ شعبِنا مشرذماً دونَ قيادةٍ ودون قوة.
وهذه السياسةُ استمرت لعشراتِ السنوات، وظهرَ وجهها القبيحُ أثناءَ المجازرِ اللاحقة، ومحاولاتِ منعِ شعبِنا من تنظيمِ صفوفِه.
وبين المجلسُ بأنّ الذهنيةَ الإقصائيةَ القائمةَ على أساسٍ دينيٍّ في الشرقِ الأوسط، ظهرت للعلنِ مجدداً عامَ ألفين وأربعةَ عشر، من خلال الهجماتِ البربريةِ التي شنَّها إرهابيو “داعش” على “الموصل”، والتي استهدفت شعبَنا السريانيَّ والشعبَ الإيزيدي.
وتابعَ المجلسُ بأنّه تم ارتكابُ مجازرَ في “شنكال” في الثالثِ من آب، وفي سهلِ “نينوى” في السادسِ من ذاتِ الشهر، والتي أظهرت للعالمِ برمتِه أنّ سياسةَ إقصاءِ شعبِنا لا زالت مستمرة.
شعبُنا ومنذُ مجزرةِ “سيميلي” وحتى عامِ ألفين وأربعةَ عشر، بات أحدَ أكثرِ الشعوبِ التي تأثرت وتضررت جراءَ الحروبِ والاقتتالات، وعليه، يتوجبُ على الدولِ العظمى التحركُ من أجلِ القضاءِ على سياسةِ تهميشِ وإقصاءِ الشعوبِ التي تعرضت للمجازر، كما أنّه ومن أجلِ الإنسانيةِ جمعاء، من الضروريِّ التدخلُ والوقوفُ بوجه القوى الفاشيةِ في المنطقة.
هذا ووجه مجلسُ “بيث نهرين” القوميُّ دعوةً لمؤسساتٍ ومنظماتِ شعبِنا للوقوفِ وإعلاءِ قضيةِ شهداءِ “سيميلي”، والمطالبةِ بمحاسبةِ القوى التي ارتكبت هذه المجزرة، وتعريفِ المجتمعِ الدوليِّ بالتهديداتِ التي يتعرضُ لها شعبُنا.
ومن جانبٍ آخر، نطالبُ الحكومةَ العراقيةَ بمحاسبةِ المسؤولين عن تلك المجزرةِ والاعترافِ بها، ونطالبُ الدولَ الإقليميةَ بالاعترافِ بالمجزرة، وكمجلسِ “بيث نهرين” القومي، سنواصلُ نضالَنا في الوطنِ والمهجر وكلِّ المحافلِ الدولية، حتى تحقيقِ الاعترافِ بمجزرةِ “سيميلي” وإنصافِ ضحاياها، كما ندعو شعبَنا لرصِّ صفوفِه تحت رايةِ النضالِ القومي، والتحركِ لاستذكارِ شهداءِ “سيميلي” بشتى الوسائل.
واختتمَ المجلسُ بيانَه بالقول، إنّ شهداءَ “سيميلي” هم الدافعُ لإحياءِ إرادتنا القومية، ومن خلالِ إحياءِ تلك الإرادة، سنتمكن من نيلِ حقوقِنا وحريةِ شعبِنا.

‫شاهد أيضًا‬

موسكو تنتقد تصريحات ستولتنبرغ بشأن مد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى

وجهت الرئاسة الروسية “الكرملين” انتقاداتٍ لاذعةً للأمين العام لحلف شمال الأطلس…