مع انهيار الاقتصاد السوري.. مظاهرات تطالب بإسقاط النظام في دمشق ودرعا والسويداء

بعد أكثرِ من عشرِ سنواتٍ على قتلِ النظامِ السوريِّ لأشكالِ الحراكِ السلمي، اندلعت مظاهراتٌ شعبيةٌ جديدةٌ ضد النظامِ السوري، في مناطقَ متفرقةٍ من “درعا” و”السويداء” و”دمشق”، تطالبُ بإسقاطِ النظامِ السوري، تحت وطأةِ الظروفِ الاقتصاديةِ التي تفتك بالشعبِ السوري.
وقد شهدت مدنٌ في “درعا” مثل “إنخل” و”بصرى الشام” و”نوى” و”الحراك” وبلدةِ “الكرك الشرقي” وغيرِها، مظاهراتٍ يوم الجمعة، شارك فيها العشراتُ من أبناءِ البلدات، تطالب بإسقاطِ النظامِ وبالإفراجِ عن المعتقلين في السجون، ومنددةً بالظروفِ الاقتصاديةِ التي أثقلت كاهلَ الشعبِ السوري.
وقد رفع خلالها المحتجون لافتاتٍ كُتِبَ عليها عباراتٌ من قبيل، “معتقلونا هم شعلةُ الثورة، لن نتخلى عن حريتكم فصوتكم الخافتُ أوقد البركانَ فينا”، وأخرى كُتِبَ عليها، “لن ينهض هذا البلد إلّا برحيلِ الأسد”
واندلعت مظاهراتٌ ووقفاتٌ احتجاجيةٌ في محافظةِ “السويداء” يوم الخميس، احتجاجاً على تدهورِ الأوضاعِ الاقتصاديةِ وفشلِ سلطاتِ النظامِ السوريِّ في إيجادِ حلول، وذلك استجابةً لدعواتٍ من قبل قائمين على الحراكِ الشعبي، وهو ما أدى إلى إضرابٍ شبهِ تام، ترافق مع توقفِ حركةِ المواصلاتِ في المحافظة.
تزامناً مع تلك المظاهرات، خرج العشراتُ من المتظاهرين في مدينةِ “جرمانا” بريفِ العاصمةِ السوريةِ “دمشق” يوم الخميسِ أيضاً، احتجاجاً على الأوضاعِ الاقتصاديةِ في البلاد، وتردي الخدمات، التي ازدادت سوءاً عقب رفعِ الدعمِ الحكوميِّ عن المحروقات، حيث رفعوا خلالها شعاراتٍ مثل، “بدنا ناكل يا بشار”
يذكر أن انزلاقَ قيمةِ الليرةِ السوريةِ أمام العملاتِ العالمية، والتي وصلت نسبةُ انهيارِها إلى ستةَ عشرَ ضعفاً عما كانت عليه في عامِ ألفين وعشرين، قد ضاعف من هولِ المعاناةِ الاقتصاديةِ التي يعيشُها الشعبُ السوري، خاصةً وأن النظامَ لم يعد يملك القطعَ الأجنبيَّ والإيراداتِ الكافيةَ لنهوضِ الدولة، واتجه بشكلٍ متسارعٍ نحو هاويةِ الدمارِ الاقتصادي.
وبالرغم من أنّ هذا الانزلاقَ ليس بالشيءِ الجديد، غير أن تعاطي النظامِ مع هذه الأزمةِ وإهمالَ حالِ الشعب، قد بدأ ومنذ سنواتٍ بالفعل، بتحريكِ ثورةِ جياع، قد تكون نتائجُها كارثيةً على البلدِ برمتِه، بحسب ما يراه مراقبون.