28/08/2023

للمرة الأولى في تاريخه.. جفاف شبه تام لنهر الفرات في العراق

للمرةِ الأولى في تاريخِه، شهدَ نهرُ “الفرات” في العراق جفافاً شبهَ تام، وقد تبدو تلكَ الجملةُ ضرباً من الخيالِ وغيرَ قابلةٍ للتصديق، غير أنّ توثيقَ تلك الجملةِ ودعمِها بصورٍ لن يدعَ مجالاً للشك.
وهذا ما حصلَ فعلاً في بلادِ “بيث نهرين”، إذ تداولَ ناشطون عراقيون صوراً لمجرى نهرِ “الفرات” بالقربِ من مدينةِ “الرمادي” وسط البلاد، في حالةِ جفافٍ غيرِ مسبوقة، نتيجةَ حبسِ الاحتلالِ التركيِّ لمياهِ النهرِ لأكثرِ من ثلاثِ سنواتٍ متواصلة، عن طريقِ بناءِ شبكةٍ ضخمةٍ من السدودِ على مجرى النهرِ في الأراضي التركية.
تلكَ الصورُ الصادمةُ أثارت سخطاً وغضباً شعبياً وتنديداً واسعاً، حيالَ الانتهاكاتِ والجرائمِ التركيةِ من جهة، وصمتِ الحكومةِ العراقيةِ وموقفِها الضعيفِ واللامبالي تجاه سياسةِ تركيا المائيةِ من جهةٍ أخرى.
موقفُ الضعفِ واللامبالاةِ لم يصدر فقط عن الحكومةِ العراقية، بل شاركتها به حكومةُ النظامِ السوريِّ التي لم تنبس ببنتِ شفةٍ أو تحرك ساكناً أو تدافعَ عن حقوقِها المائيةِ حسبَ الاتفاقيةِ الموقعةِ بين الدولِ الثلاث عام ألفٍ وتسعِمئةٍ وسبعةٍ وثمانين، والتي تضمنُ للعراقِ الحصولَ على ستينَ بالمئةِ من مياهِ نهرِ “الفرات” المتدفقةِ إلى سوريا، والتي تبلغُ خمسَمئةِ مترٍ مكعبٍ في الثانية.
ويُشارُ إلى أنّ قطعَ الاحتلالِ للمياهِ عن سوريا والعراق، يُعتبرُ نوعاً من أنواعِ الحروبِ التي تتبعُها دولةُ الاحتلالِ ضدَّ الشعبَين السوري والعراقي، وتُضافُ للحربِ التركيةِ العسكريةِ والسياسيةِ والديمغرافيةِ على المنطقة.

‫شاهد أيضًا‬

حلقة نقاشية في عنكاوا بإقليم كردستان العراق تستكشف دور التحول الرقمي في الحفاظ على الهوية

عنكاوا – إقليم كردستان العراق – تحت عنوان “رقمنة التراث ومواكبته لعصر ال…