بعد حظر لبس العباءة…مدارس فرنسا تعيد عشرات الفتيات إلى منازلهن

عقبَ إعلانِ الحكومةِ الفرنسيةِ الشهرَ الماضي منعَ ارتداءِ العباءةِ في المدارس، باعتبارِ أنها تخالفُ مبادئَ العلمانيةِ في التعليم، وتشكلُ علامةً على الانتماءِ الديني، حضرت نحوُ ثلاثِمئةِ فتاةٍ للمدارسِ خلال أولى أيامِ العامِ الدراسيِّ الجديد، وهنَّ يرتدين العباءةَ والحجاب.
وعليه، أكدَّ وزيرُ التربيةِ الفرنسيُّ “غبرييل أتال” لشبكةِ “بي إف إم” الفرنسية، أنَّ أولئك الفتياتِ تحدَّينَ قانونَ منعِ ارتداءِ العباءةِ في المدارس، وحضرنَ إلى المدرسةِ بهذا اللباس.
وقال “أتال” إنهُ تم توجيهَ رسالةٍ إلى عائلاتِ الفتياتِ اللواتي مُنعنَ من دخولِ المدرسة، وجاءَ فيها أن العلمانيةَ ليست قيداً، بل حرية.
وأوضح وزيرُ التربيةِ أنه في حالِ حضورِ الفتياتِ للمدرسةِ مجدداً بهذا اللباس، سيتمُّ اتخاذُ إجراءٍ جديدٍ بحقِّهن.
ومن جهته، دافعَ الرئيسُ الفرنسيُّ “إيمانويل ماكرون” عن هذا القرار، مؤكداً أنهُ يهدفُ إلى الدفاعِ عن العلمانيةِ ومبادئِ الجمهوريةِ الفرنسية، كما ذكّر بالهجمات الإرهابيةِ التي شهدتها البلاد، ولا سيّما بعدَ مقتلِ الأستاذ “صامويل باتي”، على يدِ جهاديٍّ قربَ مدرسته.
وقالَ “ماكرون”، إننا نعيش أيضاً في مجتمعِنا مع أقلّيةٍ من الأشخاص، الذين يأتون لتحدّي الجمهوريةِ والعلمانية.
وفي هذا الصدد، تقدمت جمعيةٌ تمثلُ المسلمين بطلبٍ إلى مجلسِ الدولةِ في فرنسا، لإصدارِ أمرٍ قضائيٍّ ضدَّ الحظرِ المفروضِ على العباءة.
ويُشارُ إلى أنّ هذا القرارَ قوبلَ بترحيبٍ من قبلِ اليمين الفرنسي، ورفضٍ شديدٍ من قبلِ اليسارِ الذي اعتبرَه مساساً بالحرياتِ المدنية.