خوفاً من آلة الحرب والتطهير العرقي.. أرمن قره باخ يغادرون إلى أرمينيا

ما أشبهَ اليومَ بالأمس، وما يمكنُ وصفُهُ بالتغريبةِ الأرمنية، والتي يبدو أنَّ التاريخَ بدأَ بإعادتِها، بعد أن مضى عليها أكثرُ من قرن، ها هم الأرمنُ يفرّون بأرواحِهم من أرضِهم ومناطقِهم، خوفاً من آلة الحربِ مرةً ثانية، حيثُ غادرَ أكثرُ من نصفِ أرمن إقليمِ “ناغورنو قره باخ” إلى أرمينيا، والذين كانَ عددُهم يبلغُ نحو مئةٍ وعشرينَ ألفاً.

وفي هذا الصدد، قالت الناطقةُ باسمِ الحكومةِ الأرمينيةِ “ناظلي باغداساريان” في بيان، إنهُ وبحلولِ صباحِ الخميس، غادرَ ستةٌ وخمسونَ ألفَ شخصٍ، ممن كانوا قد نزحوا قسراً عبرَ الحدودِ إلى أرمينيا من “قره باخ”.

وعلى صعيدٍ متصل، وقعّ رئيسُ الإقليمِ “سامفيل شهرامانيان”، مرسوماً نصَّ على حلِّ جميعِ المنظماتِ والمؤسساتِ الحكوميةِ في الإقليم.

وفي ذاتِ السياق، وقّعَ نحوُ مئةِ مشرعٍ في مجلسَي النوابِ والشيوخِ الأمريكيَين، على رسالةٍ تدعو إدارةَ الرئيسِ الأمريكي “جو بايدن”، لفرضِ عقوباتٍ على المسؤولين العسكريين في أذربيجان، بعد أن استولت على منطقةٍ جبليةٍ تضمُّ عشراتِ الآلافِ من الأرمن، الذين يفرون الآن من الإقليم.

وكتبَ المشرعون في الرسالةِ أنَّ تصرفاتِ أذربيجان وهجماتِها على الإقليم، تمثلُ انتهاكًا صارخاً لحقوقِ الإنسان.

ومن جهته، قالَ رئيسُ الوزراءِ الأرميني “نيكول باشينيان”، إنهُ لن يبقى أيُّ أرمينيٍّ في إقليمِ “قره باخ” خلالَ الأيامِ المقبلة، معتبراً أنَّ ما يجري في الإقليم تطهيرٌ عرقيٌّ وتهجيرٌ قسري، مضيفاً بأنَّ أرمينيا حذّرت المجتمعَ الدوليَّ من ذلك.