مجلس بيث نهرين القومي يطالب بغداد بتعيين لجنة محايدة للتحقيق بحريق بغديدا

إلى الرأي العام العالمي وإلى أبناء شعبنا
لقد دخل شعبنا السرياني الآشوري الكلداني الآرامي في كل أنحاء العالم في حداد كبير نتيجة المجزرة التي وقعت إثر الحريق الذي شب في قضاء بغديدا بمحافظة الموصل في الــ 26 من أيلول 2023. وبسبب الحريق الذي اندلع في قاعة الهيثم للأعراس، حيث كان يتواجد ما يقرب من ألف شخص خلال حفل زفاف في مدينة بغديدا، فقد العشرات من الأطفال والنساء والرجال والشباب والشيوخ حياتهم، فيما جرح العشرات غيرهم. إن المأساة والمجزرة التي عاشها شعبنا في يوم الفرح هذا، والذي لم يترك أراضيه المقدسة حباً بسهل نينوى وأملاً في الحرية، رغم كل الاعتداءات الوحشية، لا ننظر إليها على أنها حادث عشوائي أو عرضي، لأن الأشخاص الذين شهدوا الفاجعة والتقارير الدراسية غير الموضوعية للجنة التحقيق التي عينتها الحكومة العراقية لاحقا تزيد من الشكوك في أن هذا الحريق قد تم إشعاله عمداً من قبل البعض. إن السياسات القذرة التي تمارس بحق أهلنا في سهل نينوى منذ سنوات طويلة ومخططات اغتصاب أراضيهم هي التي اصبحت الأساس لكل المجازر والتغييرات الديمغرافية.
وبعد انهيار نظام صدام البعثي في العراق جراء التدخل الدولي بقيادة الولايات المتحدة عام 2003، رفع شعبنا دائما مطالبه بالحكم الذاتي وبتبوأ المكانة السياسية والوطنية اللائقة به. فيما أصبح نضال شعبنا من أجل تحقيق شكل حكم ذاتي في سهل نينوى هدفاً على وجه الخصوص، لأنه عطل الخطط الإقليمية لبعض القوى في العراق والشرق الأوسط. وقد تحققت هذه الخطة إلى حد كبير بالتزامن مع هجوم التطهير العرقي الذي نفذه تنظيم داعش الإرهابي ضد سهل نينوى في 6 آب/أغسطس 2010. لكن بعد هزيمة تنظيم داعش الغاشم، عاد شعبنا إلى أراضيه المقدسة وأظهر إرادته في حماية قيمه التاريخية. إن القوى التي لم تحسم موقفها تجاه قضية شعبنا ومطالبته بالحرية، لجأت إلى أساليب أكثر خبثاً. وبينما يحاولون ترحيل الأسر الوطنية قسراً من خلال الضغوط السياسية والعسكرية، فقد هدفوا أيضًا إلى سحق آمال شعبنا في إدارة شؤونه بنفسه. كما سعت إيران إلى تغيير التركيبة العرقية والدينية والديمغرافية لسهل نينوى، الذي يقع في قلب الطريق الذي أرادت إنشاءه من حدودها إلى لبنان. وزادت بعض مجموعات قوات الحشد الشعبي من أنشطتها في سهل نينوى في السنوات الأخيرة من خلال تلقي الدعم من المتعاونين المحليين. لذلك، هناك هدف سياسي وراء كل تطور تجاه أهلنا في سهل نينوى. ولهذا السبب تحولت المجزرة التي وقعت جراء حريق قاعة الهيثم إلى مؤامرة جديدة أوسع وخطة تصفية ضد شعبنا، ووُجه اللوم إلى المسؤولين المحليين لشعبنا وإلى ممثلي المؤسسات، بهدف ترويض الكل والسيطرة على منطقة سهل نينوى.
وفي مواجهة هذا المنحى الخطير، ندعو الحكومة العراقية إلى تعيين لجنة محايدة لتسليط الضوء بشفافية على جميع جوانب المؤامرات التي حيكت ضد سهل نينوى ولكشف أسباب هذه المجزرة. كما نطالب القوى الدولية والرأي العام العالمي وضمير العدالة الإنسانية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع سياسات الإبادة الجماعية ضد شعبنا ودعم شعبنا للحصول على مكانة في العراق الاتحادي. إننا، كمجلس بيث نهرين القومي، نقر ونعلن كل أبناء شعبنا الذين فقدوا أرواحهم شهداء وطنيين. وإنطلاقاً من متطلبات الإخلاص لهؤلاء الشهداء، فإننا ندعو جميع أبناء شعبنا إلى النضال من أجل الوحدة الوطنية والحصول على وضع خاص مستقل ليحكموا أنفسهم في سهل نينوى.
مجلس بيث نهرين القومي
اللجنة الرئاسية
06.10.2023