في اليوم الرابع للمعركة إسرائيل تستعد لاقتحام غزة.. وحماس تهدد بالأسرى

في اليوم الرابعِ من الحربِ التي شنتها فصائلُ المقاومةِ الفلسطينيةِ في قطاعِ “غزة” على الجيشِ الإسرائيلي، بدأت ملامحُ الكارثةِ تتكشف شيئاُ فشيئاً، إذ وصل عددُ القتلى من الإسرائيليين، وبحسبِ الإعلامِ الإسرائيلي، لقرابةِ تسعِمئةِ شخصٍ فيما أُصيبَ نحوُ ثلاثةِ آلافٍ بين مدنيين وعسكريين، كما تم أسرُ مئاتٍ آخرين.

إسرائيلُ وكردِّ فعلٍ على عمليةِ “طوفان الأقصى”، شنت منذُ مساءِ الاثنين، أعنفَ غاراتِها على قطاعِ “غزة”، واستهدفت شركةَ الاتصالاتِ الفلسطينيةِ ومساجدَ ومقراتٍ حكوميةٍ وأمنيةٍ وأراضٍ زراعية، ومنازلاً وشققاً سكنيةً ومشافي، وفق مصادرَ أمنيةٍ فلسطينية، ودمرت مدناً كاملةً حتى بات شكلُها يوحي بأن زلزالاً ضربَها.

هذا وأعلنت وزارةُ الصحةِ الفلسطينيةُ أنّ حصيلةَ القتلى بسببِ الهجماتِ والغاراتِ الإسرائيليةِ على القطاع، وصلت لأكثرِ من سبعِمئةٍ وخمسينَ شخصاً، فيما أُصيبَ أكثرُ من ثلاثةِ آلافٍ وسبعِمئةِ شخصٍ آخرين، كما لا تزالُ مئاتُ العائلاتِ عالقةً تحت الأنقاض.

ويأتي هذا في الوقتِ الذي أكد فيه وزيرُ الدفاعِ الإسرائيليُّ أنهم قطعوا المياهَ والكهرباءَ والطعامَ عن القطاع، وسيطروا على السياجِ الفاصلِ بين القطاعِ وغلافِه، حيث المستوطناتُ الإسرائيليةُ التي مازالت تشهد اشتباكاتٍ عنيفةً بين الطرفين، وذلك تمهيداً لاقتحامٍ بريٍّ تسعى فيه إسرائيلُ لسحقِ “حماس” بشكلٍ كامل.

ومن جانبٍ آخر، اتسعت رقعةُ الاستهدافاتِ لتشملَ جنوبَ لبنان، الذي نزحَ سكانُه للعمقِ اللبناني، وذلك بعدَ تورطِ ميليشيا “حزب الله” الإيرانيةِ في لبنان بالحرب، ما دعى إسرائيلَ للردِّ بغاراتٍ جويةٍ أسفرت عن مقتلِ سبعةٍ من الميليشيا، كما نفذت الطائراتُ الإسرائيليةُ غارةً على معبرِ “رفح” قرب الحدودِ المصرية، لقطعِ إمداداتِ “حماس”، وسط تنديدٍ من الجانبِ المصري.

“أبو عبيدة” المتحدثُ باسمِ كتائبِ “عز الدين القسام”، الجناحِ العسكريِّ لحركةِ “حماس”، قال إنّ كل استهدافٍ للفلسطينيين سيُقابَلُ بإعدامِ رهينةٍ إسرائيلية.

لكن رئيس الوزراءِ الإسرائيليَّ “بنيامين نتنياهو”، أشارَ بشكلٍ مبهمٍ لتفعيلِ بروتوكول” حنبعل”، الذي ينصُّ على قتلِ الجنودِ الإسرائيليين قبلَ أو أثناءَ تعرضِهم للأسر، وبمعنى آخر، الجنديُّ المقتول أفضلُ من الجنديِّ الأسير، وهذا ما من شأنِه، وبحسبِ مسؤولين إسرائيليين، أن يحرقَ ورقةَ الأسرى التي تعولُ عليها “حماس”