قصف مشفى المعمداني يؤجج حدة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في غزة

مشاهدُ الحربِ والقصفِ والدمارِ في “غزة”، لا توحي بنيةِ طرفَي الصراع، أي الجيشِ الإسرائيليِّ وحركةِ “حماس” الفلسطينية، بالتوصلِ لتهدئة، ففي اليومِ الثاني عشر للحرب، تعرضَ مشفى “المعمداني” في “غزة”، التابعِ للكنيسةِ الأسقفيةِ الأنجليكانية، لقصفٍ عنيفٍ أسفرَ عن مقتلِ ما لا يقلُّ عن ثمانِمئةِ شخصٍ غالبيتُهم من النساءِ والأطفال.

حركةُ “حماس” وجهت الاتهامَ للجيشِ الإسرائيلي بالوقوفِ وراءَ المجزرة، غير أنّ رئيسَ الوزراءِ الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، قال إنّ الفصائلَ الفلسطينيةَ هي المسؤولةُ عن قصفِ المشفى.

الجيشُ الإسرائيليُّ ومن جهتِه، أعلن عن بدءِ تحقيقٍ بشأنِ قصفِ المشفى، كما قالَ المتحدثُ باسمِ الجيش “دانيال هاجري”، إنّه لا توجدُ أيُّ حُفَرٍ ولا شيءَ يشير إلى أن قصفاً جوياً تسبب في انفجارِ المشفى، مضيفاً بأنّ نظامَ راداراتِ الجيش، أظهر وجودَ رشقاتٍ صاروخيةٍ من “غزة”

قصفُ المشفى جاءَ تزامناً مع وصولِ الرئيسِ الأمريكيِّ “جو بايدن” لإسرائيل، ولقائِه بـ “نتنياهو” لطرحِ ما وصفَه مسؤولون أمريكيون، بالأسئلةِ الصعبةِ على الحكومةِ الإسرائيلية، وللاطلاعِ على خطةِ اجتياحِ “غزة” البري، وبحثِ سبلِ إيصالِ المساعداتِ الخارجيةِ للقطاع.

ويأتي هذا في ظلِّ إعلانِ نائبةِ المتحدثِ باسمِ البنتاغون “سابرينا سينغ”، بأنّ البنتاغون وضعَ ألفَي جنديٍّ أمريكيٍّ في حالةِ تأهبٍ قصوى، تحسباً لانتشارٍ محتملٍ في الشرقِ الأوسط.

وتعليقاً على قصفِ المشفى، قال “بايدن” إنّه غاضبٌ وحزينٌ جداً إزاءَ ضحايا انفجارِ المشفى.

فيما قال الأمينُ العامُّ للأممِ المتحدةِ “أنطونيو غوتيريش”، إنّ مصيرَ الشرقِ الأوسطِ برمتِه أصبحَ على المِحَك، داعياً طرفَي الصراعِ لوقفِ إطلاقِ النارِ على الفور، والسماحِ بإيصالِ المساعدات.

منظمةُ الصحةِ العالميةُ ومن جانبِها، قالت إنّ الوضعَ الصحيَّ في “غزة” بات خارجَ السيطرة، فيما حذرت منظماتٌ دوليةٌ من أنَّ “غزة” باتت بيئةً ملائمةً لانتشارِ الكوليرا وغيرِها من الأمراضِ والأوبئة.

وفي السياق، وفي ظلِّ انخراطِ “حزب الله” الإيرانيِّ في لبنان بالحرب، وشنِّه هجماتٍ على مستوطناتٍ إسرائيليةٍ جنوبَ لبنان، رفعت الخارجيةُ الأمريكيةُ تحذيرَ السفرِ للبنان إلى أعلى مستوى، وأوصتِ الأمريكيين بعدمِ زيارةِ لبنان، على خلفيةِ ما وصفته بالوضعِ الأمنيِّ غيرِ القابلِ للتنبؤِ به.