الحرب الإسرائيلية الفلسطينية.. تطورات متسارعة ومستقبل مبهم

يوماً بعدَ يوم، يزدادُ تعقيدُ الحربِ الإسرائيليةِ الفلسطينية، وتتلاشى فُرَصُ التوصلِ لتهدئةِ بين الطرفَين دون حسمٍ للحرب، التي يُعتبرُ المدنيون الإسرائيليون والفلسطينيون الخاسرَ الأكبر فيها.

إذ قُتِلَ إلى الآن أكثرُ من ثلاثةِ آلافٍ وثمانِمئةِ فلسطيني، وأُصيبَ نحوُ ثلاثةَ عشرَ ألفاً آخرين، فيما قُتِلَ الفٌ وخمسُمئةِ إسرائيليٍّ وأُصيبَ أربعةُ آلافٍ وخمسُمئةٍ آخرين.

وفي ظلِّ استمرارِ القصفِ المتبادلِ في “غزة” وغلافِها، أعلنت كلٌّ من حركةِ “حماس” الفلسطينيةُ والجيشِ الإسرائيلي، شنَّ غاراتٍ وهجماتٍ صاروخيةٍ متبادلةٍ جنوبَ لبنان.

يأتي هذا فيما قال وزيرُ الدفاعِ الإسرائيليُّ “يوآف غالانت”، مخاطباً الجنودَ على حدودِ قطاع “غزة”، أنتم ترون “غزة” الآن من بعيد، وقريباً سترونَها من الداخل، الأمرُ سيصدر، في إشارةٍ إلى أن الهجومَ البريَّ الإسرائيليَّ باتَ قريباً.

وبعدَ هجومِ مشفى “المعمداني” الذي وُصِفَ بالإبادةِ الجماعية، تعرضت كنيسةُ “برفيريوس” للرومِ الأرثوذكس المجاورةُ للمشفى، والتي نزحَ إليها المئاتُ من الفلسطينيين، لقصفٍ إسرائيليٍ عنيفٍ أسفرَ عن مقتلِ عددٍ من الأشخاص، نتيجةَ انهيارِ أحدِ المباني التابعةِ للكنيسة.

بطريركيةُ الرومِ الأرثوذكس وصفت الهجومَ الإسرائيليِّ على الكنيسةِ بأنّه جريمةُ حرب.

أما الجيشُ الإسرائيليُّ فقد قال إنّ “حماس” عمدت لاستخدامِ المبنى المنهارِ كقاعدةٍ ومركزٍ للقيادة، كما أنّها تستخدمُ المدنيين والمباني المدنيةَ كدروعٍ بشريةٍ لها.

ومن جانبٍ آخر، وبعد اختتامِ زيارتِه لـ “تل أبيب”، قال الرئيسُ الأمريكيُّ “جو بايدن”، إنّه سيطلبُ من الكونغرس تمويلاً عاجلاً لمساعدةِ إسرائيل وأوكرانيا، في حربِهما ضدَّ الفلسطينيين وروسيا.

وأضافَ أنّ “حماس” و”بوتين” يمثلان تهديدَين مختلفين، لكنهما يشتركانِ في رغبتِهما بالقضاءِ على ديمقراطيةِ مجاورة.

وعلى المقلبِ الآخر، وبعدَ خروجِ مواطنين أتراكٍ بمظاهراتٍ مناهضةٍ لإسرائيل، وإعلانِ تركيا الحدادَ ثلاثةَ أيام، وجه مجلسُ الأمنِ القوميِّ الإسرائيلي، تحذيراً من السفرِ إلى تركيا، مشيراً إلى مخاوفَ من استهدافِ الغاضبين للإسرائيليين.

وسائلُ إعلامٍ تركيةٌ ومن جانبِها، أكدت مغادرةَ السفيرةِ الإسرائيليةِ “إيريت ليليان” الأراضي التركيةَ مع دبلوماسيين إسرائيليين آخرين.