يحتمون بالكنائس ويواجهون شح الطعام.. أوضاع إنسانيّة صعبة تواجه مسيحيي غزة
يتراوح إجمالي عدد المسيحيين في قطاع غزة ما بين 800 إلى 1000 شخص فقط، وجميعهم تقريباً يختبئون الآن في كنيسة القديس بورفيريوس التابعة لبطريركيّة القدس للروم الأرثوذكس، وفي كنيسة العائلة المقدسة، القريبة، التابعة لبطريركيّة القدس للاتين في غزة.
وفي تصريح نقلته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، قال رامز طرزي، الذي كان يدير مركزًا ثقافياً أرثوذكسياً قبل الحرب، والذي دمرته غارة جوية إسرائيلية: “تستضيف هاتان الكنيستان 340 عائلة مسيحية، أي ما يمثل جميع المسيحيين تقريباً في غزة”، مشيراً إلى فرار حوالي 20 من عائلة طرزي، وهي عشيرة كبيرة من المسيحيين الفلسطينيين، من منازلهم في مدينة غزة بحثاً عن الأمان النسبي في كنيسة القديس بورفيريوس.
وقال طرزي في اتصال هاتفي من داخل الكنيسة: “لقد غادرنا.. تحت القصف. منازلنا تقع في ثلاثة مبانٍ بجانب بعضها البعض، لكن بعد أكثر من شهر هنا، لسنا متأكدين مما إذا كانت قد نجت من الدمار والقصف”.
وتنام العائلات التي تعيش في مجمَّع كنيسة القديس بورفيريوس على فرشات موضوعة على أرضيات المباني، التي كانت بمثابة مكاتب للموظفين ومساكن للكهنة. وتوفّر الألواح الشمسية كمية صغيرة من الطاقة، تكفي فقط لشحن الهواتف، بينما يلعب الأطفال الذين يشعرون بالملل داخل ساحات المجمع المكشوفة.
ومثلهم كمثل مليونين وثلاثِمِئةِ ألفَ فلسطيني آخرين في قطاع غزة، يعاني المسيحيون الفلسطينيون هناك أوضاعاً إنسانيّة صعبة، إذ لم يتبق سوى القليل من الطعام في الكنائس، ولا يوجد شيء تقريباً يمكن شراؤه من المتاجر القريبة. وأوضح طرزي بأن مجمَّع كنيسة القديس بورفيريوس لا يزال لديه كمية قليلة من الوقود، يتم استخدامها بشكل مقتصد لضخ مياه الشرب.
وكانت غارة جوية إسرائيلية في الـ 19 من تشرين الأول الفائت، قد دمّرت أحد المباني التي تؤوي عائلات مسيحيّة في مجمع كنيسة القديس بورفيريوس، مما أسفر عن مقتل 17 شخصًا، بينهم أربعةُ ضحايا من أقارب طرزي، وقد جرى دفنهم جميعاً داخل الكنيسة.
بوتين يلتقي بزشكيان في تركمانستان
على هامش المؤتمر الدولي “ترابط العصور والحضارات – أساس السلام والتنمية”،…