13/12/2023

السريانية في العراق لغة حضارة تقاوم الاندثار

أشارت صحيفة الإندبندنت البريطانية في مقال نشرته بعنوان “السريانية في العراق لغة حضارة تقاوم الاندثار” إلى أنه بعد استقلال العراق عام 1932 سُمح بتدريس اللغة السريانية في المدارس الأهلية التي تديرها الكنائس واستمر الأمر حتى 1968، وفي عام 1970 وافقت الحكومة العراقية على إقامة مجمع علمي للغة السريانية واستمر ما يقرب من 10 أعوام ثم أدمج مع المجمع العلمي العراقي وأصبح قسماً من أقسامه باسم دائرة اللغة السريانية، ومنذ عام 1991 دُرست اللغة السريانية في إقليم كوردستان العراق خلال المراحل الثلاث الابتدائية والمتوسطة والإعدادية.

أما على صعيد التعليم العالي فهناك قسمان لتدريس اللغة السريانية في الجامعات أحدهما في جامعة بغداد (كلية اللغات) والذي تأسس بناء على توصية من المجمع العلمي العراق، الهيئة السريانية.

المدير العام للدراسة السريانية في العراق عماد سالم ججو يقول للإندبندنت، “يملؤني التفاؤل بمستقبل التلاميذ الملتحقين بهذه المدارس، فمن المستحيل أن تنقرض اللغةُ السريانية لأنها لغةٌ حية لها جذورٌ تمتد لآلاف السنين وباقية على رغم كل التحديات لأن تعليمها مشوق، وبخاصة أنها تمثل اللغة المحكية للطلبة الدارسين لها باعتبارها اللغة الأم ولنا مشروع أيضاً قيد الدراسة لإرسال المناهج إلى دول المهجر، وذلك لطلبِ تعليمها من قبل رجال الدين الغيورين على اللغة السريانية خارج العراق”.

وبحسب ججو، فقد طرأ تقدمٌ ملحوظ في تعليم اللغة السريانية عقب سلسلة من القوانين التي خصصت لدعم تدريسها، إذ تأتي ثالثةً في العراق بعد العربية والكردية، لكن التقدم الأبرز حصل في إقليم كوردستانَ العراق، فهناك صحف ومجلات تصدر بالسريانية، فضلاً عن وجود بث إذاعي وتلفزيوني، وكذلك وجودُ المدارس التي تُدرَّسُ جميعُ مناهجِها بالسريانية ولا تقتصر على تدريسها كمادة واحدة مثل اللغة الإنجليزية أو غيرها من اللغات.

ولعل القوانين والخطط التي تسعى إلى الحفاظ على اللغة السريانية تجابه بتحديات يقف في أولها هجرة المكون المسيحي، إذ يوضح ججو أن عدد المدارس في منطقة سهل نينوى التي تعتمد السريانية في مناهجها كانت قبل دخول “داعش” أكثر من 240 مدرسة بواقع واحدٍ وعشرين ألفَ طالب.

‫شاهد أيضًا‬

أحزاب الشعب الكلداني السرياني الآشوري في العراق تجتمع في عنكاوا

في إطار مساعيها لمواكبةِ التطورات السياسية والإقليمية، عقدت أحزابُ الشعب الكلداني السرياني…