مجلس بيث نهرين القومي.. عيد ميلاد السيد المسيح هو الأمل والحياة لشعبنا
استهلت اللجنةُ الرئاسيةُ لمجلسِ “بيث نهرين” القومي برقيتَها بالقول، إن ميلادَ السيدِ المسيح أزال الغشاوةَ عن عيونِ البشر، وأضاء السبيلَ في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ وأمام جميعِ البشر.
فمنذ ألفَي عامٍ تقريباً، بدأت بوادرُ البحثِ عن الخلاص، وعن طريقِ الإيمان، قُلِبَت مفاهيمُ المجتمعاتِ رأساً على عقب، وتنفس المغلوبُ على أمرِهم والمضطهدون من السلطاتِ الحاكمةِ الصُعَداء، وتحرروا من العبوديةِ إلى حياةِ الحرية.
وأضافت اللجنةُ أن شعبَنا بجميعِ تسمياتِه، هو الشعبُ الأصيلُ والمتجذرُ في منطقةِ بلادِ ما بين النهرين، وفي الشرقِ الأوسطِ توحد هذا الشعبُ تحت رايةِ ومبادئِ السيدِ المسيح، ودافع عن إيمانِه وجاهدَ في نشر قيمِه الثقافيةِ والتاريخية، وما يزال.
وأردفت اللجنةُ بأنَّ مرحلةَ التجمعِ الشعبيِّ بدأت مع المجتمعِ السومريِّ وبأسماءٍ مختلفة، من “أكاد” و”بابل” و”آشور” و”آرام” و”كلدو”، وعمل هذا الشعبُ في السياسةِ من دون انقطاع، وأسس لنفسِه اسماً جديداً تحت مظلةِ الكنيسة، ألا وهو الاسمُ السرياني، وأصبح هذا الشعبُ نبعاً للإيمانِ المسيحي.
ولفتت اللجنةُ إلى أنَّ شعبَنا السريانيَّ لعبَ دوراً رئيسياً في الإيمانِ المسيحيِّ في منطقةِ الشرق الأوسط، وأضاف لهذا الإيمانِ الكثيرَ من العلومِ والتكنولوجيا والتأليفِ والفلسفةِ والبحوثِ في مجالاتٍ متعددة، وقدمَها للأممِ والإنسانية، وتسلح بقوةِ الإيمانِ والأخلاق، كما خلق ميلادُ المسيحِ في نفوسِ أبناءِ شعبِنا السعادةَ والفرح.
وأوضحَت اللجنةُ بأنَّ هذا الشعب عانى من كلِّ أشكالِ الظلمِ والاضطهادِ والقهر، ومع هذا لم يفقد إرادةَ المقاومة.
لقد تطور أسلوبُ النضالِ تحت رايةِ وقيادةِ مجلسِ “بيث نهرين” القوميِّ لنيلِ حقوقِنا وحريتنا، كما أن المشاعرَ القوميةَ والتضحياتِ أصبحت جزءاً لا يتجزأُ من قيمنا.
وشددت اللجنةُ بالقول، نعم إن عيدَ الميلادِ بالنسبةِ لنا، يمثل تجديداً لجمالِ وغنى الحياةِ والعطاءِ والأملِ لمستقبلٍ مشرق.
إن الشعبَ المسيحيَّ يحتفل في الخامس والعشرين من كانونَ الأول من كلِّ عام بميلادِ السيدِ المسيح، وهو يهتفُ بشوقٍ إلى العيشِ بمحبةٍ وسلام.
ونوهت اللجنةُ بالقول، دعونا لا ننسى أن شعبَنا أيضاً ضمنَ الشعبِ المسيحي، يناضل وبشكلٍ ديمقراطيٍّ من أجلِ العيشِ بحرية، ويأمل من خلالِ هذا النضالِ أن يعود إلى مسرحِ التاريخ، وفي منطقةِ الشرق الأوسط، أرضِ الآباءِ والأجداد، أرضِ “بيث نهرين” مهدِ الحضارةِ والإنسانية، والتي عاش أجدادُنا على ترابِها بتاريخِهم الغني بالثقافة، ولا ننسى أن مستقبلَنا أيضاً مرتبطٌ بالعيشِ والبقاءِ في هذه البقعة الجغرافية.
واختتمت اللجنةُ الرئاسيةُ لمجلسِ “بيث نهرين” القومي رسالتَها بالقول، إن ميلادَ السيدِ المسيحِ دعمَ أواصرَ الإيمانِ في نفوسِ أبناءِ شعبِنا وعَمَّقَه، ونمّى فيها روحَ التضحيةِ والشجاعة، وتنظيمَ النضالِ القوميِّ والخلاصي.
وبناء على ذلك، سنعتبر عامَ ألفين وثلاثةٍ وعشرين من الماضي، وسنمثل شعبَنا في العامِ المقبلِ في كافةِ المجالات، وبغيةَ تحقيقِ أهدافِنا، سنبذل قصارى جهدِنا، وسنضمن مستقبلَ شعبِنا الحر.
وعلى هذا الأساس، نهنئ شعبَنا الذي يبذل نضالاً للدفاعِ عن هويته، وإحياءِ قيمِه وفتحِ صفحةٍ جديدةٍ في تاريخِ الشرقِ الأوسط، ونهنئ رؤساءَ الكنائسِ ورجالَ الدينِ وعوائلَ شهدائنا ورفاقِنا في التنظيم، ونطلب التوفيقَ للجميع.
المطران مار سرهد جمو ينتقل للأخدار السماوية
في الرابع من شباط الجاري، انتقل راعي الكنيسة الكلدانيةِ في “كاليفورنيا” الأمري…