30/01/2024

الكنائس السورية طيلة سنوات الأزمة.. بين التدمير والتدنيس والترميم وإعادة الحياة

لم تسلم أي رقعة جغرافية من سوريا من تبعات الأزمة التي بدأت عام ألفين وأحد عشر، كما تضررت كافة فئات الشعب السوري من شماله لجنوبه ومن شرقه إلى غربه، لكن كمية التأثير كانت تختلف من مكان لآخر، وهذا الاختلاف مُردهٌ إلى اختلاف المتضررين إن كان بالدين أو التوجه السياسي أو البعد الجغرافي عن المناطق الساخنة.
ومن أبرز المتضررين كان الشعب السرياني الآشوري الكلداني، الذي عانى الأمرين جراء هجمات الإرهابيين والاحتلال التركي على قراه ومدنه ونُهبت منازله، وهُدمت دور عبادته على في عموم الأراضي السورية، فحيثما تواجد الإرهاب بكافة أشكاله، كان هناك ضرر لحق بالكنائس وبالشعب السرياني الآشوري الكلداني، طيلة سنوات الأزمة التي تقترب من إنهاء عامها الثالث عشر.
الحدث الجلل والأكبر خلال سنوات الأزمة، كان هدم عناصر تنظيم داعش الإرهابي لثماني كنائس في قرى حوض الخابور عام ألفين وخمسة عشر، وأبرز هذه الكنائس كانت كنيسة “مريم العذراء” بقرية تل نصري، والتي كانت أحد أكبر الكنائس الموجودة للآشوريين في حوض الخابور.
وفجر إرهابيو داعش الكنائس في صبيحة عيد قيامة السيد المسيح، في إشارة منهم لمنع الحياة للسكان الأصليين في أرضهم، لكن المجلس العسكري السرياني، حرر الأرض بدماء شهدائه، بعد مقاومة بطولية، يشهد لها القاصي والداني، وسعى لإعادة الحياة إلى قرى حوض الخابور، وكنائسها.
كما طال التدمير عدة كنائس أخرى في مناطق مختلفة في ريف القامشلي، إذ فجر التنظيم الإرهابي كنيسة القديس مار ملكي في قرية غردوكة، التي أُعيد ترميمها فيما بعد وأقيمت فيها الصلوات والقداديس، كما تعرضت كنيسة السيدة العذراء مريم في قرية تل جهان للقصف، وكذلك كنيسة السيدة العذراء في القامشلي، كما تضررت قباب دير السيدة العذراء مريم في تل ورديات.
كما هاجم الإرهابيون كنيسة القديسة تقلا في معلولا، ودير القديس مار اليان للسريان الأرثوذكس في القريتين، وكنيستي مار انطونيوس للسريان الأرثوذكس والقديسين مار سركيس وباخوس للسريان الكاثوليك في صدد بريف حمص التي ارتكبوا مجزرة بحق أهلها، ولم تسلم من شرهم كنائس حرستا ودوما وجوبر وريف صيدنايا، بعد عمليات القصف العشوائي التي كانوا ينفذونها على المناطق التي يتواجد فيها المسيحيين.
وكان هذا الحال كذلك في حلب ودير الزور وحمص وخاصة أحياءها القديمة ومعظم المدن السورية، إذ تعرضت الكثير من الكنائس ودور عبادة المسيحيين للتدنيس والعبث والتخريب والتدمير، والتعدي على الأيقونات والرموز الدينية الموجودة فيها، وحُولت الكثير منها إلى مقرات عسكرية للفصائل الإرهابية.
وفي الرقة المدينة التي اتخذها تنظيم داعش الإرهابي عاصمة لخلافته المزعومة، حول عناصر التنظيم الإرهابي كنيسة الشهداء إلى محكمة يفرضون من خلالها عدالتهم الزائفة، قبل أن تتدمر بالكامل نتيجة تحصن الإرهابيين في داخلها حتى الأيام الأخيرة قبل تحرير المدينة على يد قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم المجلس العسكري السرياني، بالتعاون مع قوات التحالف الدولي.
وبينما بقيت كنيسة البشارة للروم الكاثوليك مدمرة إلى الآن بعد أن كان الإرهابيون قد حولوها إلى مركز دعوي، وكذلك الحال بالنسبة لكنيسة مدرسة الحرية للأرمن الأرثوذكس، التي تحولت لديوان الزكاة ثم للشكاوي، فيما رُممت كنيسة الشهداء وهي للأرمن الكاثوليك، وأعيد افتتاحها في تشرين الثاني عام ألفين وواحد وعشرين.
تدمير الكنائس، والتعدي على ممتلكات المسيحيين كان العامل الأكبر لهجرتهم من أرض الآباء والأجداد، وخلال سنوات الأزمة تقلص عددهم في سوريا بشكل ملحوظ، فغياب الأمان في الوقت الحاضر، وكذلك غموض المستقبل، لم يساعدهما على البقاء أو العودة، التي يأمل الكثير منهم بتحقيقها يوما ما.
ولم تكن الأزمة السورية فقط أحد أسباب الدمار الذي لاقته الكنائس المسيحية، إذ كان للزلزال المدمر الذي تعرضت له بعض المناطق السورية وخاصة شمال وشمال غربي البلاد في شباط عام ألفين وثلاثة وعشرين، دور في تدمير بعض الكنائس في حلب واللاذقية وريفها، لكن البعض منها رُمم وعادت إليها الحياة، فيما بعضها الآخر ما زالت على حالها تنتظر الترميم.

وفي الختام نسرد لكم أسماء بعض الكنائس التي طالها التدمير خلال سنوات الأزمة السورية
الحسكة وحوض الخابور:
كنيسة السيدة العذراء في تل نصري
كنيسة القديس الربان بثيو في تل هرمز
كنيسة مار جرجس في قبر شامية
دير السيدة العذراء في تل الورديات
كنيسة القديس مار ملكي غردوكة
كنيسة السيدة العذراء مريم تل جيهان
دير الزور:
كنيسة السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس
كنيسة شهداء الأرمن “الأربعين شهيد”
كنيسة اللاتين
كنيسة سيدة البشارة للروم الأرثوذكس
حلب:
كنيسة مار جرجس القديمة
مطرانية مار أفرام للسريان الأرثوذكس في حي السليمانية
كنيسة مار الياس المارونية
دمشق:
كنيسة الصليب المقدس للروم الأرثوذكس وتعد أكبر كنيسة في سوريا
كنيسة الكيرلس
حمص:
كنيسة السيدة العذراء أم الزنار للسريان الأرثوذكس
كنيسة الشهيد اليان الحمصي للروم الأرثوذكس
اللاذقية:
كنيسة النبي الياس للروم الأرثوذكس في قرية القصب
ريف دمشق:
كنيسة مار الياس الغيور
كنيسة السيدة للروم الأرثوذكس
إدلب:
كنيسة يوحنا المعمدان
كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس
درعا:
كنيسة القديسين ليونس وباخوس في مدينة بصرى الشام

‫شاهد أيضًا‬

مركز الدراسات الاستراتيجية السريانية ينظم منتدى حوارياً حول ضحايا إبادة الخابور

الخابور – تل تمر – شمال وشرق سوريا – بهدف تسليط الضوء على الانتهاكات الت…