بدء صوم نينوى “صوم التوبة الصارخة”
يصادف صوم نينوى الذي بدأ اليوم الاثنين في السادس والعشرين من الشهر الجاري، صوم نينوى يُعرف كذلك بـ “صوم التوبة الصارخة”، وذلك لأن أهل نينوى كانوا يصرخون بالتوبة، وربطوا توبتهم بالصوم، واستجاب الله لتوبتهم سريعاً، وعاد أهل نينوى من جديد إلى الله.
الكنيسة الأرثوذكسية أدخلت الصوم إلى طقوسها لعدة أسباب من بينها أن الكنيسة تدعو المؤمنين إلى التوبة الصارخة، وذلك من أجل أن يصل المؤمن إلى ملكوت الله ويحافظ على خلاصه.
ويعتبر الصوم ذو دلالة دينية وقومية للشعب السرياني، كون أهل نينوى هم من الشعب السرياني قبل ظهور السيد المسيح.
وصوم نينوى أو صوم التوبة الصارخة، ينقطع فيه الصائم عن الطعام والشراب لمدة ثلاثة أيام، مع إمكانية الصوم بشكل متقطع، وذلك من أجل التعبير عن التوبة الحقيقية أمام الله، على أمل أن يتقبل الرب التوبة، نظراً إلى أن الله يتقبل التوبة المقترنة بالصوم.
وتبدأ قصة صوم نينوى مع يونان النبي، عندما كلفه الله بالذهاب إلى نينوى، والمناداة بهلاكها، وكانت نينوى آنذاك عاصمة كبيرة يسكن فيها أكثر من مئة ألف شخص، لكنها كانت أمية وجاهلة وخاطئة جداً، وتستحق الهلاك فعلاً.
ويمثل الصوم كذلك صراعاً بين النفس البشرية والله، ويونان النبي كان إنساناً تحت الآلام، وكانت نفسه تتعبه،
وعندما كان النبي يونان على ظهر سفينة، حاول البحارة إنقاذه بكافة الطرق فلم يستطيعوا، واعترف بأنه خائف من الله الذي صنع البحر والبر، فطلبوا منه تنفيذ مشيئته، ولذلك رموه في البحر، واستقر في جوف الحوت، وهناك وجد خلوة روحية هادئة، وظل في بطن الحوت ثلاثة أيام، قبل أن يطرحه على شاطئ نينوى حسبما أراد الله.
وهكذا تحول يونان النبي آية لأهل نينوى، لأنه بمناداته وإنذاره لهم بالغضب الإلهي على خطاياهم، صدقوه وأطاعوه، وتابوا عن خطاياهم وتابوا إلي الله، صائمين ضارعين بصلوات وابتهالات، وبكاء ودموع، فأشفق الله عليهم، ورفع غضبه عنهم، وأوقف قضاءه بهلاكهم، فنالوا الخلاص والنجاة، وعبروا من الموت إلى الحياة.
وإلى اليوم ما زال معظم المسيحيين، والسريان خاصة، يحتفون بصوم نينوى، فبعد صوم الأيام الثلاثة، يقام قداس يتناول فيه الصائمون القربان المقدس فجراً، ومن ثم يحق لهم الإفطار على الزيت.
كما يتميز الشعب السرياني بإعداد وجبات خاصة بعد نهاية الصوم، من قبيل ملفوف الزيت وأحد أنواع الحلويات يدعى الزرده، بالإضافة إلى البوخينه، وهي خليط من سبعة أنواع من الحبوب.
أجرت مؤسسة عوائل الشهداء السريان الآشوريين بفرعية الحسكة، سلسلة زيارات لذوي شهداء أبناء شعبنا بمدينتي الحسكة وزالين (القامشلي)
الحسكة وزالين (القامشلي) – شمال وشرق سوريا – بمناسبة عيد القيامة المجيدة، وفي …