نضال المرأة السريانية الآشورية الكلدانية رحلة عبر التاريخ
عندما تحتفي معظم دول العالم بيوم العالمي المرأة، والذي يوافق الثامن من آذار من كل عام، لا بد لنا من التركيز على نضال المرأة السريانية الآشورية الكلدانية، التي عانت الأمرين على مر العصور.
المرأة السريانية الآشورية الكلدانية كغيرها من نساء الأرض قاطبة، عانت ما عانته من تسلط الذهنية الذكورية على المجتمعات التي عاشت فيها، إلا أنها لم تستلم لقدرها، فصنعت من الحزن الذي عاشته، ومن الظلم الذي تعرضت له طريقاً سارت من خلاله لنيل حريتها وحقوقها.
طريق الحرية والخلاص الذي سارت فيه المرأة السريانية الآشورية الكلدانية لم يكن مفروشاً بالورود، بل قاست خلاله الويلات، فكانت عمليات القتل والاغتصاب خلال المجازر والإبادات التي طالت الشعب السرياني الآشوري من أكبر الأمثلة عن الظلم الذي لحق بها.
إلا أن المرأة السريانية الآشورية الكلدانية وبتصميم منقطع النظير، وإيماناً منها بقدراتها استطاعت فك القيود التي كُبلت بها طيلة عقود من تحكم الذهنية الذكورية بالمجتمعات، وتمكنت من تنظيم نفسها ضمن نقابات مهنية وكيانات سياسية، أدت من خلالها الدور المنوط بها في شتى مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وجاء تأسيس الاتحاد النسائي السرياني عام ألفين وثلاثة عشر، لينير طريق نضال المرأة السريانية الآشورية الكلدانية، وعمل على تدريب المرأة السريانية الأشورية الكلدانية وتقويتها لتصل إلى مناصب مهمة ضمن الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا.
ومع تزايد خطر الإرهاب في مناطق شمال وشرق سوريا، سارعت المرأة السريانية الآشورية الكلدانية لتأسيس قوات حماية نساء بيث نهرين في آب عام ألفين وخمسة عشر، ومن خلال هذه القوات قدمت أبرز التضحيات وصور الفداء لحماية الأرض ومكتسباتها التي ناضلت من أجلها عقوداً.
وإلى جانب البطولات في قوات نساء بيث نهرين، انخرطت المرأة السريانية الآشورية ضمن قوات حماية المرأة السريانية السوتورو، التي تأسست أواخر عام ألفين وخمسة عشر، لصون المكتسبات، وحماية المرأة من أي خطر يهدد حياتها أو وجودها في المجتمع.
نضال المرأة السريانية الآشورية لم يكن مقتصراً على سوريا فقط، بل كانت حاضرة كذلك في العراق من خلال مشاركتها في مقاومة تنظيم داعش الإرهابي، بالدفاع عن أرضها، والمشاركة في إعادة إعمار المدن التي احتلها داعش إلى جانب النهوض بالمجتمع، إذ عملت المرأة السريانية الآشورية الكلدانية على النهوض بالمجتمع من خلال التعليم والعمل والأنشطة الاجتماعية والثقافية.
كما كانت حاربت المرأة السريانية الآشورية الكلدانية التمييز والاضطهاد في تركيا، بعد أن مُنعت من استخدام لغتها وثقافتها، إلا أنها رغم كل الصعاب لم تستسلم، بل واصلت نضالها من أجل نيل حقوقها.
ما وصلت إليه المرأة السريانية الآشورية الكلدانية في وطنها التاريخي بيث نهرين، إنما هو إرث المكانة المرموقة التي تمتعت بها في العصور القديمة، إذا شاركت في مختلف جوانب الحياة، من التجارة والسياسة إلى الدين والثقافة، ومن أشهر الأمثلة على ذلك الملكة شاميرام التي اشتهرت بذكائها وحكمها العادل، والملكة زنوبيا التي قادت جيشاً عظيماً ضد الإمبراطورية الرومانية.
وتحتفي المرأة السريانية الآشورية الكلدانية بيوم المرأة العالمي مثلها كمثل باقي نساء العالم، فلكل منهن قصة نجاح بطولية، في مقاومة الفكر النمطي الذي يؤطرهن في قوالب جامدة محدودة الحرية إن لم تكن معدومة.
يوم في التاريخ.. إحياء ذكرى المفكر القومي السرياني نعوم فائق بالاخ
5 شباط/فبراير 2025 – سيرياك برس تحل اليوم الذكرى الثالثة والتسعون لوفاة المعلم السري…