ثلاثة عشر عاماً.. والحرب مستمرة في سوريا
قبل أيام دخلت سوريا العام الرابع عشر من أزمتها التي بدأت بحراك شعبي في المدن والبلدات السورية بدعوات لإصلاح النظام، قبل أن تتطور بمطالبة إسقاطه بعد سفكه للدماء في أكثر من موقع وأكثر من مكان.
وبحسب القاعدة الفيزيائية التي تقول أن لكل فرد رد فعل يناسبه بالقوة ويعاكسه بالاتجاه، تغير مسار الحراك الشعبي السلمي في سوريا نحو العسكرة، في رفض النظام تقديم تنازلات أو الاعتراف بوجود مظاهرات شعبية رافضة لوجوده.
وبعد ثلاثة عشر عاماً تغيرت سوريا، ولم تعد كما كانت في السابق، فبعض أجزاء البلاد محتلة، من تركيا، والبعض الآخر تسرح فيه إيران وروسيا دون حسيب أو رقيب، بينما بات الشعب السوري الحلقة الأضعف داخل أتون هذه الحرب التي لم تبقِ ولم تذر.
الحرب في سوريا التي تقودها دول إقليمية، ووقودها السوريون أنفسهم، تركت أثرها على كل السوريين باختلاف مشاربهم، ورغم تباين الآثار من منطقة إلى أخرى، ومن طائفة إلى أخرى، إلا أن الشعب السرياني الآشوري الكلداني في سوريا دفع هو الآخر جزءاً من فاتورة الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد.
تهجير الشعب السرياني الآشوري الكلداني من أرضه التاريخية، يبدو أنه هدف اتفق عليه كل من تنظيم داعش الإرهابي والنظام التركي، فكلاهما سعيا جاهدين لإفراغ من المنطقة من سكانها الأصليين، وما هجوم داعش على قرى حوض الخابور عام ألفين وخمسة وعشر، وكذلك احتلال النظام التركي لرأس العين عام 2019، إلا وجهان لعملة واحدة وهي الإرهاب.
الرئيس المشترك لحزب الاتحاد السرياني في سوريا سنحريب برصوم وفي تصريحات خص بها وكالة سيرياك بريس جدد عهد الحزب في المضي بالنضال من أجل تحقيق الأهداف القومية للشعب السرياني الآشوري الكلداني، والأهداف الوطنية في تحقيق الديمقراطية والحرية والعدالة لجميع السوريين.
وأوضح برصوم أن الثورة لم تصل إلى أهدافها لكنها لم تفشل، واستطاعت تحقيق بعض الخطوات الإيجابية، وخصوصاً ثورة الشعوب في شمال وشرق سوريا وما حققته من إنجازات ومكتسبات، واليوم نجد ثورة في الجنوب السوري وأيضا في مناطق أخرى في سوريا، وهذا يدل على أن الثورة حية في ضمير كل إنسان يطمح إلى الحرية والعدالة.
الشعب السرياني الآشوري وفي ظل ما مورس بحقه من قتل وخطف وغيرها من الانتهاكات، ورغم التهجير الممنهج الذي تعرض له، ما زال متمسكاً بأرضه وبجذوره، وحتى من اختار الهجرة عنها، يؤمن بأنه يوماً ما سيعود إليها محباً وعاشقاً.
السنوات الثلاثة العشرة الماضية التي عاشتها سوريا، لم تكن خالية من التراجيديا، فحوالي نصف الشعب تحول إلى نازح ولاجئ في دول الجوار والقارة الأوروبية، وقرابة تسعين بالمئة من الشعب السوري الذي بقي في البلاد يعيشون تحت خط الفقر، وارتفع عدد الذين يعانون من الأمن الغذائي إلى أكثر من اثني عشرة مليون شخص، وفق تقارير أممية.
ثلاثة عشر عام مرت، والاقتصاد السوري في تدهور مستمر، والليرة السورية في انهيار يشبه السقوط الحر، لكنه سقوط يأتي بالويلات على السوريين الذين يكابدون الحياة، والنظام يخرج في كل يوم بقوانين ومراسيم يضيق بها الخناق على من آثر البقاء، أو لم يحالفه الحظ بالنجاة من المطب الذي تمر من خلاله سوريا.
وخلال هذه السنوات باتت سوريا صندوق بريد تتبادل من خلاله القوى العظمى والدول الإقليمية الرسائل من خلالها، وكُثر اللاعبون فمن أمريكا التي تملك قواعد في أنحاء متفرقة من البلاد ضمن قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وروسيا التي ساعدت النظام ومنحته قبلة الحياة عام 2015، مروراً بإيران التي تنتشر ميليشياتها في الأراضي السورية شرقاً وغرباً وجنوبا وشمالاً، وتركيا التي تحتل مدناً سوريا، وتتبعها فصائل إرهابية، وصولاً لإسرائيل التي تستهدف الأراضي السورية مرات ومرات لضرب الميليشيات الإيرانية التي تقصف إسرائيل بين الفينة والأخرى.
وأكثر من مرة استهدفت الميليشيات الإيرانية القواعد الأمريكية في سوريا، لترد الولايات المتحدة بضرب مواقع تلك الميليشيات، في محاولة لردع إيران وتحجيم مخططاتها.
وباتت سوريا حاضرة على طاولة الاجتماعات دون أن يحضر السوريون أنفسهم، وأستانا وسوتشي خير دليل، فهناك من يقرر وعلى السوريين التنفيذ.
وأكد نصر الدين إبراهيم سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا – البارتي لسيرياك بريس على شعارات الثورة مجدداً وهي الحرية للشعب السوري، والكرامة، وتحقيق المساواة التامة بين كافة الشعوب السورية، من أجل نظام ديمقراطي تعددي لا مركزي.
ثلاثة عشر عام مرت، ولا حل يلوح في الأفق، وكلما مرت السنون ازداد المشهد تعقيداً، فتركيا تحتل أجزاء من شمال وشمال شرقي البلاد، وتمارس في المناطق المحتلة سياسة التغيير الديموغرافي، من خلال تتريك التعليم، وتتريك العملة، وكذلك تتريك أسماء المدارس والساحات والشوارع، وتغيير الهوية الوطنية للمناطق المحتلة، وتهجير السكان الأصليين، إلى جانب انتهاكات لا تحصى وثقتها منظمات حقوقية ودولية وعلى رأسها منظمة هيومن رايتس ووتش.
لا يوجد حل في سوريا، فالكل مؤمن أنه الأقوى، ومؤمن كذلك بأن له اليد الطولى في المنطقة التي تأتمر بأمره، بينما ما ينتظر السوريين من مصير، فهو في آخر اهتماماته إن كان من ضمنها أصلاً.
روسيا وتركيا وإيران، ثالوث يدعي أنه ضامن للسلام في سوريا، وثلاثتهم يتخذ من سوريا قاعدة لتنفيذ أجنداته الخاصة، ولتحقيق مصالحه، وكلهم يستخدم سوريا كورقة تفاوض في ملفات أكثر أهمية بالنسبة لهم.
القرار الأممي رقم اثنين وعشرين أربعة وخمسين، كان القشة التي تعلق بها السوريون، على أمل الخلاص من الحرب، لكن المصالح الدولية، أبت أن ينجو السوريون من الحرب بفاتورة صغيرة، وأبت كذلك أن ينعم السوريون بالديمقراطية والحرية.
ودعا ممثل التحالف السوري الوطني في الإدارة الذاتية ماهر التمران عبر وكالة سيرياك بريس المجتمع الدولي بالضغط بشكل أكبر على كافة الأطراف المعنية بالصراع السوري من أجل إيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية والوضع السوري وفق القرار الأممي 2254، الذي يضمن تحقيق مطالب الشعب السوري، ويضع حداً للمعاناة الإنسانية المستمرة.
ثلاثة عشر عام مرت، شاهد فيها السوريون ما لم تسمعه أذن من قبل، ورغم كل المآسي ما زالوا مؤمنون بأن الغد ربما يحمل بارقة أمل، تعيد لهم وطنهم حراً وديمقراطياً.
خلال العرض الأول “للحياة نغني”.. كبرئيل شمعون يعبر عن تقديره للأعمال الفنية
خلال العرض الأول لفيديو كليب “للحياة نغني”، أعرب “غبرئيل شمعون” نا…