القطاع الصحي في شمال وشرق سوريا يعيش أزمة بعد هجمات الاحتلال التركي
كان لضربات الاحتلال التركي على منشآت البنى التحتية في إقليم شمال وشرق سوريا أواخر العام الماضي، والتي أخرجت العديد منها من الخدمة، الأثر الكبير في زيادة المعاناة التي يتكبدها سكان المنطقة في ظل الحرب التي تعيشها البلاد منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً.
القطاع الصحي في إقليم شمال وشرق سوريا كان ضمن خانة الاستهدافات لجيش الاحتلال التركي، فكان المركز الذي افتتحه منظمة أطباء بلا حدود قبل سنوات في مدينة كوباني قد تلقى أحد أولى الضربات ضمن الموجة التي كان من ضمنها كذلك محطة الأوكسجين الطبي الوحيدة في المنطقة، والتي تقع بجانب مركز غسيل الكلى في مدينة القامشلي.
المركزان خرجا عن الخدمة، ما خلف أزمة صحية تضرر جراءها آلاف المدنيين الذين كانوا يستفيدون من تلك المراكز، التي كانت تخفف عنهم آلام المرض، وكذلك تكلفة السفر والتنقل إلى العاصمة السورية دمشق.
مآثر العباس الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة في مقاطعة الجزيرة قالت في تصريح خاص لوكالة سيرياك بريس أن هجمات الاحتلال التركي استهدفت في تمام الساعة السابعة من مساء الخامس والعشرين من شهر كانون الأول الماضي، محطة الأوكسجين التابعة لهيئة الصحة، في مدينة القامشلي، وهو ما أدى لتدميرها بالكامل وخروجها عن الخدمة.
العباس أضافت أن هذه المحطة تعتبر من أهم المراكز الطبية، إذ كانت تنتج قرابة ثلاثمئة أسطوانة أوكسجين يومياً، وكانت تغطي حاجة المنطقة والمشافي العامة والخاصة من المادة الطبية.
وأشارت إلى أن الهجمات ألحقت الضرر كذلك بمركز غسيل الكلى الذي كان يستقبل حوالي سبعين مريضاً بشكل يومي، وكان يقدم خدماته لسكان المنطقة، واصفة الاستهدافات التي طالت القطاع الصحي بالوحشية،
الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة في مقاطعة الجزيرة مآثر العباس أكدت أن الهيئة تسعى لتقديم أفضل الخدمات بأفضل جودة ممكنة لأبناء المنطقة، مشيرة إلى ضعف التمويل والدعم المقدم للهيئة، التي تأثرت خدماتها بسبب غلاء الأدوية في الآونة الأخيرة، وكذلك بسبب قلة الأطباء المتعاقدين معها في ظل الهجرة المتزايدة، إلى جانب ارتفاع أسعار المحروقات، ودعت المنظمات الإنسانية وذات الصلة لتقديم الدعم للهيئة وللقطاع الصحي في المنطقة لأنه القطاع الأساسي في المنطقة.
وكانت هيئة الصحة قد قالت في بيان إبان قصف المراكز الطبية في كانون الأول الماضي إن أنقرة التي تفاخر بتطور صناعتها العسكرية وامتلاكها أسلحة الدقة العالية، لا يمكن أن تستهدف جملة هذه الأهداف المدنية نتيجة خطأ، بل وضعتها في سياق بنك الأهداف، فكان القصف متعمداً لها.
وفي تصريح خاص بوكالة سيرياك بريس أكد الدكتور فراد مقدس الياس مدير مشفى السلام الخاص في مدينة القامشلي، أكد أن الأزمة أثرت بشكل كبير على القطاع الصحي في المنطقة، فغلاء الأدوية وشحها، وكثرة الأمراض المزمنة خير دليل على ذلك.
وأشار مقدسي إلى أن الضربات التركية الأخيرة على منشآت حيوية أثر على إمدادات المراكز الصحية من الطاقة من كهرباء وغاز ومحروقات، وما انعكس سلباً على تقديم الخدمات للسكان، الذين يعاني معظمهم من الأزمة.
وأضاف مقدسي إلى أنهم كقطاع صحي خاص يسعى للموازنة بين التكلفة والخدمات، لكن هناك صعوبة كبيرة لتدارك الوضع، مناشداً كافة الأطراف تخفيف العبء على المشافي والقطاع الصحي، والتقليل قدر المستطاع من أعبائها المالية الخاصة بتأمين الكهرباء والمحروقات، حتى يتسنى للمواطن الحصول على الخدمات الصحية بأقل التكاليف الممكنة.
وكانت مئة وثمانية وخمسين منظمة سورية أدانت الهجمات التركية والتصعيد العسكري التركي في شمال وشرق سوريا، وطالبت بوقف الاعتداءات على المدنيين والبنى التحتية والمرافق الحيوية بشكل فوري واحترام القانون الإنساني الدولي، مؤكدة أن الاستهدافات المتعمدة التي نفذها النظام التركي، ترقى إلى مستوى جرائم حرب، وفقاً لأحكام القانون الجنائي الدولي.
وطالبت المنظمات الموقعة على البيان من أعضاء مجلس الأمن اتخاذ تدابر كافية لحماية المدنيين في شمال وشرق سوريا، كما دعت التحالف الدولي بالتدخل الفوري لوقف الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا وإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات المسيرة والحربية.
خلال العرض الأول “للحياة نغني”.. كبرئيل شمعون يعبر عن تقديره للأعمال الفنية
خلال العرض الأول لفيديو كليب “للحياة نغني”، أعرب “غبرئيل شمعون” نا…