مجلس بيث نهرين القومي.. ندعو المجتمع الدولي إلى وقف عمليات الإبادة الجماعية الجديدة
استهلت الهيئةُ الرئاسيةُ لمجلسِ “بيث نهرين” القومي بيانَها بالقول، إنَّ حكومةَ جمعيةِ الاتحادِ والترقي للدولةِ العثمانيةِ في سنواتِها الأخيرة، وفي ظلِّ ظروفِ الحربِ العالميةِ الأولى، نفذت سياسةَ الإبادةِ الجماعيةِ ضد الشعوبِ المسيحية، في الرابعِ والعشرين من نيسان عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ وخمسةَ عشر، وابتداءً من عامِ ألفٍ وتسعِمئةٍ وعشرة، هدف القائمون على جمعيةِ الاتحادِ والترقي، إلى تطهيرِ “بيث نهرين” و”الأناضول” بالكاملِ من الشعوبِ المسيحية، بناءً على أيديولوجيةٍ واستراتيجيةٍ مبنيةٍ على التركيبةِ التركيةِ الإسلامية، ولذلك، قاموا بتنفيذِ الخطةِ التي أعدوها خطوةً بخطوة.
وأضافت الهيئةُ الرئاسيةُ بأنَّه وخلال هذه الإبادةِ الجماعية، التي شاركت فيها وحداتٌ من الجيشِ العثمانيِّ والقواتِ الحميديةِ وعصاباتِ اللصوصِ وقطاعِ الطرق، قُتِلَ ما يقربُ من مليونٍ ونصفِ مليونِ أرمني، وأكثرُ من نصفِ مليونٍ من السريانِ الآشوريين الكلدان الآراميين، وبالإضافةِ إلى ذلك، وفي الفترةِ ما بين عامَي ألفٍ وتسعِمئةٍ واثني عشر وألفٍ وتسعِمئةٍ وعشرين، تم ذبحُ مئاتِ الآلافِ من الأشخاصِ من الشعبِ اليونانيِّ البنطي.
وأوضحت الهيئةُ الرئاسيةُ بأنَّه ومع الإبادةِ الجماعيةِ عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ وخمسةَ عشر، كان الهدفُ هو تدميرُ المسيحيين في الشرقِ الأوسطِ واغتصابُ جميعِ مصادرِ الثروة، وبالتالي تأسيسُ قوميةٍ تركيةٍ موحدة، وبما أن الجمهوريةَ التركيةَ مبنيةٌ على تراثِ الدولةِ العثمانيةِ وعقليةِ جمعيةِ الاتحادِ والترقي، فقد اتبعت منذ تأسيسِها سياسةً تهدف إلى تدميرِ وإنكارِ وصهرِ الهوياتِ العرقيةِ والدينيةِ والطائفيةِ المختلفة. ولفتت الهيئةُ الرئاسيةُ إلى أنَّ محاولةَ توحيدِ تراثِ وثقافةِ مختلفِ المكوناتِ والشعوبِ في “بيث نهرين” و”الأناضول”، من خلال القمعِ والأساليبِ العنصرية، كانت الواجبَ الرئيسيَّ لجميعِ الحكوماتِ التركية، ولهذا السبب، تخلفت الجمهوريةُ التركيةُ عن التطوراتِ المعاصرةِ وعمليةِ التحولِ الديمقراطي، وتم استهلاكُ مواردِها الاقتصاديةِ لتحقيق أهدافِها العنصرية.
وأشارت الهيئةُ إلى أنَّ الحكومةَ الفاشيةَ لحزبِ العدالةِ والتنميةِ وحزبِ الحركةِ القومية، تواصلُ تنفيذَ سياسةِ الإبادةِ هذه دون انقطاع، في كلِّ جانبٍ من جوانبِ الحياة، وضد جميعِ الهوياتِ المختلفة، وهي تخوض منذ عامِ ألفين وخمسةَ عشر، حرباً إقليميةً داخل تركيا وخارجَها، بعقليةِ الإبادةِ الجماعية، كما أنها ترتكب جرائمَ ضدَّ الإنسانيةِ بحقِّ الشعوب، من خلال قواتِ الاحتلالِ التي نشرتها من ليبيا إلى “قره باخ”، كما تدمر المواردَ المعيشيةَ للإدارةِ الذاتيةِ لإقليمِ شمال شرق سوريا، وتجبر الناسَ على الهجرةِ والتشردِ والنزوح.
وأردفت الهيئةُ بأنَّ حكومةَ حزبِ العدالةِ والتنميةِ وحزبِ الحركةِ القومية، المستندةَ إلى الأيديولوجيةِ التركيةِ والإسلامية، أعلنت أن جميعَ الهياكلِ المختلفةِ عنها أعداءٌ لها، ولقد حكم هؤلاءِ الحكامُ على المجتمعِ كلِّه بالفقر والجوع، باستخدامِ المعتقداتِ الدينيةِ والمشاعرِ الشوفينيةِ لمصالحِهم الخاصة، وعلى الرغم من مرورِ مئةٍ وتسعةِ أعوامٍ على الإبادةِ الجماعية، إلا أن هذه العقليةَ تواصل غزوَها وتهددُ البشريةَ بهدفِ تدميرِ الشعوب.
وشددت الهيئةُ الرئاسيةُ بالقول، إنَّه وعلى الرغم من أن الجمهوريةَ التركيةَ تنكر الإبادةَ الجماعيةَ التي وقعت عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ وخمسةَ عشر بالأكاذيب والمحظورات، إلا أنها لا تستطيع إخفاءَ هذه الحقيقةِ التاريخية عن الرأيِ العامِ العالمي، كما لا يمكن للأشخاصِ الذين تعرضوا للإبادةِ الجماعيةِ أن ينسوا جراحَهم النازفةَ وآلامَهم ويتنازلوا عن قضيتِهم، وسيستمر النضالُ حتى تقبل حكوماتُ الجمهوريةِ التركيةِ الإبادةَ الجماعية، ويتمَّ تحقيقُ العدالة.
واختتمت الهيئةُ الرئاسيةُ لمجلسِ “بيث نهرين” القومي بيانَها بالقول، إنَّه وعلى هذا الأساس، نحيي مرةً أخرى ذكرى شهداءِ الإبادةِ الجماعيةِ للشعبِ الأرمني والسرياني واليوناني باحترام، في الذكرى التاسعةِ بعدَ المئة، وندعو الجميعَ إلى التحركِ ضدَّ عملياتِ الإبادةِ الجماعيةِ الجديدة.
البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني يستقبل وفداً من جامعة الدول العربية
لتعزيز سبل التعاون بين الجانبين، استقبل قُداسة البطريرك “مار أغناطيوس أفرام الثاني…