اليوم العالمي لحرية الصحافة.. ما بين الماضي والحاضر
يحتفي العالم في الثالث من أيار من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، وذلك من خلال السعي لتطوير صحافة حرة ومستقلة وتعددية، وهي المبادئ التي دعا إليها إعلان ويندهوك عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين، والذي يعد اللبنة الأولى في تبني الأمم المتحدة لليوم العالمي لحرية الصحافة فيما بعد عام ألف وتسعمائة وثلاثة وتسعين.
ومنذ ذلك الحين، ما زالت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة تعتبر يوم الثالث من أيار من كل عام فرصة لتذكير الحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، ويوما للتأمل بين الإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة.
منظمة مراسلون بلا حدود تعرف حرية الصحافة بأنها الإمكانية الفعلية للصحفيين، بشكل فردي وجماعي، لاختيار وإنتاج ونشر المعلومات التي تصب في المصلحة العامة، وذلك في استقلال عن التدخل السياسي والاقتصادي والقانوني والاجتماعي، ودون أي تهديدات ضد سلامتهم الجسدية والعقلية.
مؤشر حرية الصحافة للعام الماضي والذي أصدرته منظمة مراسلون بلا حدود، أظهر تراجعاً كبيراً في ترتيب عديد الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تراجعت تركيا تحت ستة عشر مركراً لتقبع في المركز الخامس والستين بعد المئة، وذلك بعد إقرار البرلمان التركي لقانون يسمح لسلطات النظام بملاحقة الصحفيين بحجة مكافحة الأخبار المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كما احتلت سوريا التي تعيش حرباً على أراضيها منذ عام ألفين وأحد عشر المركز المئة وخمساً وسبعين من أصل مئة وثمانين دولة، فيما جاء العراق في المركز المئة ثمانية وستين، وتراجعت إيران للمركز مئة وسبعة وسبعين، مع استمرار الانتهاكات بحق الصحفيين على وقع الاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ مقتل الشابة الكردية مهسا أميني في أيلول عام ألفين واثنين وعشرين.
ووفق اليونسكو تزداد الصعوبات أمام الصحفيين والصحفيات أثناء تغطيتهم للحروب، ويكونون عرضة للاستهداف من قبل القوى المتحاربة، وكذلك يكونون معرضين للاضطهاد والتعذيب والتهديد بالقتل والاختطاف.
وأكدت أن العام الماضي شهد مقتل خمسة وستين صحفياً، كما تعرضت البنى الأساسية لوسائل الإعلام ومكاتبها إلى الهدم وأضرار واسعة النطاق، إلى جانب العديد من أشكال التهديد الأخرى مثل الاعتداءات الجسدية أو الاحتجاز أو مصادرة المعدات أو المنع من الوصول إلى أماكن التغطية.
وفي شمال شرقي سوريا، تسعى الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، الارتقاء بالعمل الصحفي، وكذلك حرية التعبير.
فمنذ بداية نشأتها أولت الإدارة الذاتية الاهتمام الكبير للإعلام بكافة وسائله، لإدراكها دوره الكبير في الوقت الراهن، ولذلك سمحت بصدور العديد من الصحف والمجلات بكافة الاختصاصات والتوجهات، وأيضاً ظهرت العديد من المحطات الإذاعية والتلفزيونية التي ساهمت في تطوير المجتمع، مستفيدة من الهامش الكبير الممنوح لها في الكشف عن مواطن الخطأ وعلاجها.
أما بالنسبة للصحافة السريانية، فبعد ظهور أول صحيفة سريانية باسم “زهريرا دبهرا” وتعني “شعاع النور” في مدينة أورمية بإيران عام ألف وثمانمائة وتسعة وأربعين، عانى الصحفيون السريان كأقرانهم من القوميات والأعراق الأخرى في المنطقة من التضييق وقمع حرية الرأي.
ومع أفول الحرب العالمية الأولى وبداية الهجرة السريانية إلى الولايات المتحدة، نشطت الصحافة السريانية في المهجر، وكانت البداية الحقيقية لصحافة سريانية جريئة ومتطورة تلقي الضوء على الكثير من المواضيع التي كان الحديث عنها في المجتمع السرياني ممنوعاً، كالحديث عن رجال الدين ووجهاء العشائر والقبائل، وهنا برزت أسماء لامعة في الصحافة السريانية أمثال (نعوم فائق، آشور يوسف، فريدون آثورايا، يوئيل وردا، يوخنا موشي، فريد نزها) وآخرون.
ومنذ ذلك الحين تستمر الصحافة السريانية في التطور، إن كان في مجال الصحافة المكتوبة أو المسموعة أو المرئية، مستفيدة من التطور الحاصل في مواطن هجرة الشعب السرياني الآشوري الكلداني، في ظل الأجواء الديمقراطية في مؤسسات الحكم هناك، والاحترام الكبير لحرية الرأي والرأي الآخر.
اعلنت البطريركية الأرمنية في تركيا بانها ستحيي ذكرى شهداء إبادة عام 1915، بقداس خاص يقام في كنيسة “سورب فارتانانتس” في إسطنبول، وذلك يوم الخميس في الرابع والعشرين من نيسان
إسطنبول – من المقرر أن تُقيم البطريركية الأرمنية في تركيا قداسًا خاصًا صباح الخميس، …