أزمة مياه الحسكة مستمرة ومشروع استجرار المياه يمضي على قدم وساق
مع نهايات عام ألفين وتسعة عشر، وإبان احتلال مدينة رأس العين شمال شرقي سوريا، تغيرت الحياة في جارتها مدينة الحسكة رأساً على عقب، فالاحتلال مارس هوايته باستخدام المياه كسلاح ضد المدنيين، تنفيذاً لأجنداته التوسعية في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.
جيش الاحتلال التركي ومعه فصائله الإرهابية أوقفوا تدفق المياه من محطة علوك التي تغذي مدينة الحسكة وريفها، وهكذا بدأت حكاية العطش لأكثر من مليون شخص في شمال وشرق سوريا، وما زالت مستمرة إلى يوم الناس هذا.
الحلول الإسعافية التي أوجدتها الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا للأزمة المفتعلة من قبل الاحتلال التركي لم تجد نفعاً، وبات مصير السكان معلق بيد من يمكن تسميتهم بتجار الأزمة، إذ ارتفعت أسعار المياه الصالحة للشرب المعبأة في صهاريج أضعافاً مضاعفة.
وفي شهر آب من العام الماضي، باشرت الإدارة الذاتية بمشروع استجرار المياه من ريف مدينة عامودا إلى الحسكة، فيما أكدت هيئة الإدارة المحلية في مقاطعة الجزيرة أن المشروع يشمل حفر عشرين بئراً على خط قريتي سنجق سعدون وكندور بهدف تأمين مياه الشرب لأكثر من مليون إنسان.
ويمر تنفيذ المشروع وفق البيان بأربع مراحل هي حفر الآبار، وإنشاء محطة ضخ، وتغذيتها بالكهرباء، ثم خط جر المياه.
كما توجهت هيئة الإدارة المحلية بالشكر للأهالي على تعاونهم، مؤكدة أن المشروع لن يؤثر على الحوض المائي والآبار الأهلية والزراعة المروية في المنطقة.
فريق عمل وكالة سيرياك بريس توجه إلى مدينة الحسكة لرصد معاناة السكان هناك، وكذلك لاستطلاع آراء المسؤولين في الإدارة الذاتية حول مراحل إنجاز مشروع استجرار المياه.
أهالي الحسكة اشتكوا من استمرار الأزمة لسنوات عديدة، وعدم تفاعل الإدارة الذاتية لإيجاد حل جذري لها، مطالبين إياها بالإسراع في تنفيذ مشروع استجرار المياه من ريف مدينة عامودا، للتخلص من تحكم أصحاب صهاريج المياه بهم، لا سيما مع غلاء تكاليف المعيشة.
سليمان عرب الرئيس المشترك لهيئة الإدارة المحلية في مقاطعة الجزيرة أكد لسيرياك بريس أن المشروع حسب الخطط الموضوعة له من المقرر أن يكون جاهزاً بعد قرابة خمسة أشهر، مشيراً إلى أنه أحد المشاريع الاستراتيجية التي نفذتها الإدارة الذاتية.
وأضاف أن العمل مستمر منذ عام ونصف وخلال هذه المدة أُجريت العديد من الدراسات والاختبارات، مشيراً إلى أن العمل متواصل في أربعة مشاريع متصلة بالمشروع الأساسي وهو استجرار المياه.
وبحسب عرب فإن المشاريع هي مشروع بناء المحطة الرئيسية، وهي عبار عن بناء خزان مياه يتسع لخمسة آلاف متر مكعب من المياه، بالإضافة إلى صالة ضخ، والمشروع الثاني هو بناء عشرين بئر، يتم العمل على تسعة منها في الوقت الراهن، خمسة منها أصبحت جاهزة بعد أن أُجريت عليه التجارب.
أما المشروع الثالث وفق عرب فهو مشروع ربط الآبار مع المحطة، مشيراً إلى أن هذه المشاريع تعتبر البنية التحتية لمشروع استجرار المياه، ويتبقى مد القسطل الأساسي الذي يبلغ قطره ثمانمائة ميلليمتر وبطول اثنين وستين كيلومتر من المحطة الجديدة إلى محطة الحمة.
وأشار المسؤول في الإدارة الذاتية إلى أن هذه الخطوة لم تنفذ بعد نظراً لعدم وجود ميزانية لها في السابق، إلا أنه نوه إلى إقرار ميزانية كافية للمشروع ضمن موازنة العام الحالي.
وأوضح عرب أن هناك مشاريع أخرى مرتبطة بهذا المشروع مثل مشروع استجرار الكهرباء من مدينة عامودا إلى المحطة الجديدة والآبار، مؤكداً أن عمليات العمل بالمشروع تأخرت نظراً لعدة عوامل أبرزها هجمات الاحتلال التركي، وكذلك الحصار المفروض على مناطق الإدارة الذاتية.
ولفت عرب إلى إحدى أهم المشكلات الأخرى التي رافقت عمليات ما قبل المشروع، إذ كانت دراسة الحوض الجوفي، ودراسة السحب الآمن للمياه، مؤكداً أنها دراسات صعبة، واستشهد بذلك أن الحكومة السورية طيلة سبعين عاماً لم تجر إلا دراسة واحدة وبمساعدة روسيا.
وناشد الرئيس المشترك لهيئة الإدارة المحلية في مقاطعة الجزيرة سليمان عرب المنظمات الدولية والمنظمات الإنسانية لدعم المشروع، وإيصال مياه الشرب إلى أهالي مدينة الحسكة وريفها.
وإلى حين تنفيذ المشروع ستبقى معاناة أهالي الحسكة مستمرة مع مياه الصهاريج، وهو ما يزيد من المخاطر المتعلقة بصحتهم الجسدية، لا سيما مع زيادة حالات التسمم التي تشهدها المدينة وريفها، بحسب مختصين طبيين.
أزمة إنسانية تلوح في الأفق.. مخيم الهول يواجه مستقبلاً غامضاً بعد توقف الدعم الأميركي
تقرير خاص لوكالة سيرياك برس مخيم الهول-الحسكة- شمال شرق سوريا يواجه مخيم الهول، الذي يعد م…