المولدات.. الحل الذي تحول إلى أزمة

مع بدايات الأزمة السورية في ربيع عام ألفين وأحد عشر، تغير الواقع الذي كان يعيشه السوريون شيئاً فشيئاً، وقلت الخدمات المقدمة من قبل المؤسسات المسؤولة عنها، ومن أبرز هذه الخدمات المتضررة كانت توفير الطاقة الكهربائية للأهالي بالجودة والكمية المناسبة.
إقليم شمال وشرق سوريا لم يكن استثناء عن باقي البلاد، فتقلصت ساعات التغذية الكهربائية للمدن والقرى، حتى انعدمت تماماً في مدينة القامشلي وريفها مع استهدف الاحتلال التركي للمنشآت الحيوية أواخر العام المنصرم، ما فرض ضغوطاً إضافية على الإدارة الذاتية للإقليم.
الإدارة الذاتية سمحت منذ سنوات لعمل المولدات الخاصة في أحياء المدن في سبيل تأمين الكهرباء للمنازل والمحال التجارية، ونظمت عملها عبر مكاتب تتبع للبلديات مسؤولة عن تحديد ساعات العمل وسعر الأمبير الواحد، إلى جانب تأمين كمية المازوت المحددة لتشغيل كل مولدة بسعر مدعوم.
إلا أن الواقع كان مغايراً عما خُطط له على الورق، فأعطال المولدات وجشع بعض أصحابها، وكذلك نقص توريد المازوت من قبل المحروقات لأصحاب المولدات، كانت أسباباً لتوقفها عن العمل, وهو ما لاحظته وكالة سيرياك بريس خلال سؤالها بعض المواطنين في القامشلي وقبري حيوري.
حسين علي من أهالي مدينة القامشلي أكد في تصريح لوكالة سيرياك بريس أن المولدات ليست حل لمشكلة عدم توفر الكهرباء، فمشاكلها عديدة خاصة مع عدم توفر المازوت بكميات كافية، بالإضافة لأعطالها التي تدوم لأيام.
ذات الشيء كرره دلو محمد مشيراً إلى لجوء بعض الأهالي إلى تركيب ألواح الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، مؤكداً إلى أن تكلفتها العالية تمنع الكثير من السكان من شرائها.
وفي مدينة قبري حيوري طالب سهيل الحوار الإدارة الذاتية من خلال وكالة سيرياك بريس زيادة كمية المازوت المخصصة لمولدة الحي الخاصة بهم، لتأمين ساعات تشغيل أكثر لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف.
بينما دعا محمد وهو صاحب مولدة في قبري حيورى تأمين مادة المازوت لتشغيل المولدة بوقتها المحدد، كما طالب الجهات المعنية بتوفير المياه لتبريد المولدة، حتى لا تنطفئ في ظل الحرارة المرتفعة التي تشهدها المنطقة.
هذا وكان اللجوء إلى المولدات في السابق حلاً إسعافياً، إلا أن تطورات الأحداث في المنطقة جعل منها نشاطاً تجارياً للكثير من سكان المنطقة، وهو ما يفرض على الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا إيجاد النظم الفاعلة وسن القوانين للوصول إلى أكبر استفادة ممكنة من المولدات، رغم الضرر البيئي الذي تخلفه في الهواء.