22/08/2024

10 سنوات على الكارثة.. نصف حياة في سهل نينوى والمطالب الشعبية مُعلقة

عندما هاجم عناصر تنظيم داعش الإرهابي قضاء شنكال في العراق، في الثالث من آب عام ألفين وأربعة عشر، كان الجميع يعلم بأنهم لن يتوقفوا هناك، وهو ما حدث بالفعل.
إرهابيو داعش وبعد أن نكلوا بأهالي شنكال الإيزيديين، وقتلوا الآلاف، وشردوا مئات الآلاف، واغتصبوا النساء وأخذوهم سبايا، وباعهون جوارٍ في أسواق النخاسة الإلكترونية، توجهوا صوب قرى الشعب السرياني الآشوري الكلداني في سهل نينوى في السادس من آب.
وقبل ذلك، قصفت مدفعية التنظيم الإرهابي منطقة قره قوش التابعة لقضاء الحمدانية في سهل نينوى، واستشهد حينها الكثير من النساء والأطفال، وهو ما دفع قرابة ثمانين ألف شخص من أبناء الشعب السرياني الآشوري الكلداني من سكان المنطقة للنزوح نحو إقليم كردستان العراق، إما باستقلالهم لآليات أو سيراً على الأقدام، حتى باتت تلك القرى خاوية على عروشها.
وصادر عناصر التنظيم الإرهابي جميع ممتلكاتهم وعقاراتهم، وأحرقوا أكثر من خمسين كنيسة، كما فجروا أكثر من تسعة آلاف دار وبناء تجاري.
وأفاد رئيس أساقفة كركوك والسليمانية يوسف توما، حينها بأن مدن تكليف وقره قوش وبرطلة وكرمليس خلت بشكل نهائي من سكانها المسيحيين وأصبحت تحت سيطرة داعش، الذي اقتحم عناصره قضاء تلكيف شمال غربي الموصل.
ما حصل هنا، جاء بعد أقل من شهرين من احتلال الموصل من قبل التنظيم الإرهابي، وحينها فر المسيحيون من أرضهم التاريخية، ولجأ الكثير منهم إلى هذه القرى، ليعيشوا تجربة النزوح مرة جديدة في فارق زمني بسيط.
رئيس أساقفة أبرشية الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك المطران بنديكتوس يونان حنّو وصف ليلة سقوط بلدة بغديدا العراقية في أيدي تنظيم داعش الإرهابي في السادس من آب بأنها كانت ليلة ظلماء بكل ما للكلمة من معنى.
وبعد ثلاث سنوات عجاف، عاشها أبناء الشعب السرياني الآشوري الكلداني، غرباء في وطنهم، تحررت القرى المسيحية من براثن الإرهاب الداعشي، الذي عاث في الأرض فساداً، وعاد إلى تلك القرى أبناؤها الذين خرجوا منها مرغمين، وبجهود بعض المنظمات الدولية عادت الروح إليها من جديد، كما عادت أجراس كنائسها لتصدح من جديد.
إلا أن مطالب الشعب السرياني الآشوري الكلداني من الحكومة العراقية ما زالت عالقة، إذ يماطل البرلمان بإقرار ما جرى في عام ألفين وأربعة بأنه تطهير عرقي بحق الشعب السرياني الآشوري الكلداني، وهذا السكوت ما هو إلا تنكيل بحقوقه، وتمييزاً عنصرياً ودينياً قياساً مع بما أقره بحق فئات أخرى مظلومة من الشعب العراقي.
ودخلت هذه الأحداث ضمن ذاكرة الشعب السرياني الآشوري الكلداني، لتضاف إلى سابقاتها من مآسٍ أخرى عاشها الأجداد من قبل، وما مجازر السيفو التي جرت قبل نحو مئة عام إلا دليل على هول ما عاشه وما عاناه الشعب السرياني الآشوري الكلداني على مر التاريخ.

‫شاهد أيضًا‬

العراق.. انطلاق مشروع لترميم مدينة نمرود التاريخية

نمرود – الحكومة العراقية ستكثف أعمالها لبناء وترميم مدينة “نمرود” التاري…