حزب الاتحاد السرياني في سوريا.. 19 عاماً والنضال مستمر
من رحم المعاناة التي عاشها الشعب السرياني الآشوري في وطنه التاريخي بيث نهرين، انبثق نور من عتمة الظلام الذي كان يحيط بأبناء هذا الشعب المسالم عبر التاريخ.
النور المذكور آنفاً ما كان إلا حزب الاتحاد السرياني السوري الذي انطلق بهدف تمثيل الشعب السرياني الآشوري في سوريا، والدفاع عن حقوقه القومية بالتعاون مع كافة الأحزاب السياسية، والجهات الفاعلة داخل وخارج سوريا.
تشكل الحزب في سوريا نتيجة الظروف والمتغيرات السياسية التي عاشتها المنطقة حينها، فمن خلال الصراعات التي نشأت بين القوى العظمى والتركيز على قضايا الشعوب المضطهدة ومنها الشعب السرياني الآشوري الذي عانى كثيراً من الأنظمة المستبدة في الشرق الأوسط ومن السياسات الإنكارية التي مورست ولا تزال تمارس بحقه، محاولة تشويه تاريخه العريق وطمس هويته القومية والحضارية، لكن وعي الشعب السرياني الآشوري صاحب التاريخ والثقافة العريقتين دفعه للدفاع عن هويته من خلال تكتلات اجتماعية في بادئ الأمر والتي شكلت النواة لقيام حزب الاتحاد السرياني في سوريا.
هكذا ونتيجة هذه الظروف تأسس حزب الاتحاد السرياني في الأول من تشرين الأول عام ألفين وخمسة، آخذاً على عاتقه المشاركة في تمثيل الهوية السريانية للشعب السرياني الآشوري الذي عاش في أرضه التاريخية بيث نهرين عبر آلاف السنوات مشكلاً حضارات عريقة وبأسماء مختلفة، والعمل على تنظيمه وتهيئته للمشاركة بفاعلية في الحياة السياسية وإدارة الدولة ونقل سوريا إلى مستقبل أفضل ضمن نظام ديمقراطي تعددي لامركزي.
خصوصية حزب الاتحاد السرياني في سوريا نابعة من القيم التاريخية والثقافية والتراثية للشعب السرياني الآشوري، التي جعلته حريصاً على قيادة أبناء الشعب ليصل إلى مستوى الشعوب الحرة ويأخذ مكانته وبكل كرامة بين هذه الشعوب ويشارك في بناء الدولة السورية من أجل الإسهام في تحقيق الديمقراطية لرفع شأن سورية بين الأمم، إذ يناضل الحزب بالوسائل الديمقراطية والحضارية ضد السياسات الإنكارية والقمعية التي تعرض لها الشعب السرياني الآشوري، ويدافع عن حق الشعب السوري للوصول إلى نظام تعددي ديمقراطي لامركزي، ولتقوية دور الفرد في المجتمع وممارسة حقه بشكل ديمقراطي للنهوض بمجتمع مبني على أسس ديمقراطية يحترم حقوق الإنسان والقوانين الدولية.
كما يسعى الحزب إلى تطوير وتعزيز روابط الصداقة بين جميع فئات ومكونات المجتمع السوري وتحقيق المساواة والسلام بينها.
بالإضافة إلى ذلك ينظم الحزب أبناء الشعب السرياني الآشوري والدفاع عن حقوقه القومية وبشكل ديمقراطي وضمن القوانين والدساتير المعترف بها من قبل الأمم المتحدة ويدافع عن حقوق الشعب السرياني الآشوري المتواجد في لبنان والعراق وتركيا وإيران وذلك بالتعاون المشترك بين مؤسسات وأحزاب الشعب السرياني الآشوري المتواجد في تلك الدول.
بالمجمل فإن حزب الاتحاد السرياني في سوريا هو حزب سياسي قومي، يهدف إلى النهوض بالشعب السرياني الآشوري وتثبيت حقوقه المشروعة ضمن دستور جديد لسوريا يكون الضامن لتأسيس دولة عصرية ديمقراطية ويضمن الحريات والحقوق الفردية والجماعية للشعب السوري بكل مكوناته.
عقب اندلاع الثورة السورية، انضم الحزب لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في تشرين الأول عام ألفين وأحد عشر ثم انسحب منها لاحقا، ليشارك بعدها في تأسيس “المجلس السرياني الوطني السوري” في الثامن من أيلول عام ألفين واثني عشر، وهو مظلة سياسية تجمع عدة كيانات سريانية تهدف إلى تعزيز دور السريان وتفعيل حضورهم في الحراك الثوري.
شارك الحزب في تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا في كانون الثاني ألفين وأربعة عشر، وشارك مع عدة أحزاب من مكونات المنطقة جميعاً في كل البنى والأجسام التي تشكلت ضمن الإدارة الذاتية.
كما كان حزب الاتحاد السرياني من المؤسسين لمجلس سوريا الديمقراطية عام ألفين وخمسة عشر، والذي يعتبر كيان سياسي معارض ومظلة للعديد من الأحزاب السياسية والمؤسسات والقوى السورية.
وخلال السنوات التسعة عشر من عمر الحزب، كان الحزب بكافة كوادره من القاعدة إلى القمة قريباً من أبناء الشعب السرياني الآشوري، ومدافعاً عن حقوقه، وحامياً لأرضه التاريخية، بالإضافة إلى توعية أبناء الشعب السرياني الآشوري وتنظيمه.
وفي سبيل تحقيق ذلك كان للحزب الدور الكبير في لم شمل الأحزاب القومية لأبناء الشعب السرياني الآشوري ضمن لجنة التنسيق والتشاور التي تأسست عام ألفين واثنين وعشرين، وضمت إلى جانبه كلاً من الحزب الآشوري الديمقراطي، والمنظمة الآثورية الديمقراطية، وقبلها كان تم التوصل إلى إعلان وثيقة تفاهم سياسية بين حزب الاتحاد السرياني والمنظمة الآثورية الديمقراطية.
ودافع حزب الاتحاد السرياني بالتنسيق مع أحزاب الشعب السرياني الآشوري عن حقوق الشعب السرياني الآشوري، وتمكينه للحفاظ على وجوده في أرضه التاريخية والوقوف أمام الهجرة، والعمل على خلق بيئة مناسبة لعودة المهاجرين وإقامة النشاطات القومية بشكل مشترك.
ومنذ نشأته قدم الحزب التضحيات الجسام قرباناً للشعب السرياني الآشوري، وكان قادته في مقدمة صفوف المضحين منذ تأسيسه ولغاية الآن.
وما قضية الاختفاء القسري للقائد سعيد ملكي على يد قوات النظام السوري منذ عام ألفين وثلاثة عشر، إلا دليل آخر على عمق ارتباط حزب الاتحاد السرياني مع قضايا الشعب السرياني الآشوري القومية والوقوف أمام النظام الاستبدادي وكل أساليبه القمعية والتي طالت اعتقال العشرات من أعضائه ايضاً.
ولكن تبقى قضية القيادي سعيد ملكي والذي كان يشغل حينها منصب نائب رئيس الحزب غامضة مع استمرار النظام السوري في عدم إعطاء المعلومات الكافية عن وضعه.
وكان استهداف القيادي ملكي وتغييبه وكل ما فعله ويفعله النظام السوري ضد نشاط هذا الحزب هو محاولة يائسة منه في إخضاع الحزب وكسر إرادته، وعلى عكس ما سعى إليه النظام السوري، ازداد الحزب قوة وإرادة واستطاع أن يخلق لنفسه قاعدة جماهيرية من أبناء شعبه.
هذا وينظم الحزب العديد من الفعاليات بمناسبة الأعياد والمناسبات القومية للشعب السرياني الآشوري، ومن خلالها يبين أصالة الشعب السرياني الآشوري وحضارته الضاربة في أطناب التاريخ ويشجع على النهوض في كافة المجالات الأخرى مثل المجالات الثقافية والفنية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع السرياني ويهتم بضرورة تنظيم المرأة والشبيبة كونهم أساس قيام أي مجتمع على أسس قوية ومتينة.
انعقاد مؤتمر الأقليات في برلين
مؤتمر حرية الأقليات الدينية، عيد هذا العام في العاصمة الألمانية برلين برعاية وزراء دول أور…