31/10/2024

يوم الصحافة السريانية.. تاريخ وتطور

إنه الأول من تشرين الثاني، إنه يوم الصحافة السريانية، إذ يحتفي الشعب السرياني الآشوري في أرضه التاريخية بيث نهرين، وكذلك في دول المهجر بهذا اليوم، لما له من أهمية في دور الصحافة في زيادة الوعي لدى الشعب السرياني الآشوري، وكذلك التعريف بهويته والاهتمام بقضاياه القومية والحقوقية.
في مثل هذا اليوم عام 1849 صدر العدد الأول من صحيفة “زهريرى د بهرا” والتي تعني بالعربية أشعة النور، وهو ما عُد ميلاداً للصحافة السريانية المستمرة منذ ذلك الحين وإلى يوم الناس هذا.
بداية الصحافة السريانية الحقيقية لم تكن مع انطلاق صحيفة “زهريرى دبهرا” التي بدأت شهرية، ثم تحولت إلى نصف شهرية، بل تعود بحسب المؤرخين إلى الرُّقم الطينية بنصوصها المسمارية التي اعتاد الملوك الآشوريون تدوينها وتضمينها أسماءهم ومنجزاتهم وحملاتهم العسكرية والمعروفة بــ«الحوليّات الآشورية»، والتي تعد أول أشكال الصحافة التي أطلقها سكان بيث نهرين قبل آلاف السنين.
ورغم توقف “زهريرى د بهرا” عن الصدور عام 1918 بسبب تبعات الحرب العالمية الأولى، إلا أن دورها كان جلياً في الحفاظ على اللغة السريانية، كما كان له الدور البارز في فتح الطريق أمام صدور صحف ومجلات تُعنى بشؤون الشعب السرياني الآشوري في أرضه التاريخية، وكذلك في دول المهجر، مع تزايد خط الهجرة في بدايات القرن العشرين.
ومن أهم هذه الصحف والمجلات، “قالا د شرارا” صوت الحق، و”ناقوشا” الناقوس، و”كوخوا د مدنحا” نجم الشرق، و”بيث نهرين”.
وخلال السنوات الـ 175 من عمر الصحافة السريانية برزت العديد من الأسماء الصحفية اللامعة من بينها نعوم فائق وآشور يوسف ويوسف مالك وفريد نزهة ويوحانون قاشيشو ومريم نرمة التي كان لها الدور البارز في تأسيس الصحافة النسوية السريانية.
ومع توالي السنوات والعقود، وتطور أساليب الصحافة من المقروء إلى المسموع والمرئي، واكب الشعب السرياني الآشوري عجلة التطور، إذ كان تلفزيون سورويو الخطوة الأولى نحو الإعلام المرئي عام 2004، والذي سعى لأن يكون صوتاً للشعب السرياني الآشوري في أرضه التاريخية وكذلك في الاغتراب.
ومن خلال استديوهات في سوريا والعراق ولبنان والسويد سلط تلفزيون سورويو الضوء عبر عدة برامج على القضايا القومية للشعب السرياني الآشوري، ومنح مساحة واسعة لنشر الثقافة السريانية الآشورية، إلى جانب اهتمامه بشؤون المرأة السريانية الآشورية داعياً لصون حقوقها ومكتسباتها.
وفي عام 2019 أبصرت وكالة سيرياك بريس النور، لتنقل واقع الشعب السرياني الآشوري في أرضه التاريخية، وتكون مرآة للحياة اليومية التي يعيشها في وطنه، وتكون كذلك منبراً لصوته في سبيل نيله حقوقه التاريخية والقومية.
وفي نفس العام انطلق البث التجريبي لإذاعة سورويو إف إم من مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، وكان بمثابة صلة الوصل بين أبناء الشعب السرياني الآشوري في الداخل والخارج.
في الختام، نرى كيف أن الصحافة السريانية مرت بعدة مراحل، وفي كل مرحلة كانت تواجه تحديات جمة، ولكن بفضل خبرة أبناءها كانت تخرج منتصرة في كل تحدٍ، لتكون الدرع الذي يصون الشعب السرياني الآشوري من كل الشرور التي تحيط به.

‫شاهد أيضًا‬

اكتشاف أثري جديد للمملكة الآشورية في نينوى

الموصل-العراق- بين الفينة والأخرى، تكتشف فرق علماء الآثار العاملةُ في سهل “نينوىR…