اتحاد نساء بيث نهرين يدعو إلى مكافحة العنف ضد المرأة وتعزيز حقوقها
منذ انتقال السلطة والإدارة من يد المرأة ليد الرجل، بدأ العنف ضد المرأة. النظام الذي قام على أساس تجبر القوي واضطهاد الضعيف، أصبح سبباً لاستضعاف جنس المرأة واضطهاده، حيث أن مفهوم الاضطهاد الأول في التاريخ قام على أساس جنس المرأة، وأُبقيت المرأة دون إرادة ودون شخصية، عبر الظلم وانعدام العدالة، وعدم الإنصاف من خلال كل أشكال العنف الجسدي والنفسي.
وخلال الحروب التي يندى لها جبين البشرية جمعاء، كانت المرأة الخاسر والمتضرر الأكبر من قِبَلِ الرجل. وإلى جانب الحروب، خُلِقَت أنظمة تعمل لمصلحة جنس الرجال، وتعطيه مجالاً لاضطهاد المرأة، فقط لأنه مختلف عنها من حيث الجنس، وبهذا الشكل، نصبح كل عام شهوداً على آلاف الحالات من الظلم الذي تتعرض له النساء من قبل الرجال، وآلاف النساء الأخريات اللواتي يُقتَلن على يد الرجال.
في الدول النامية والمتأخرة في مفهوم الديمقراطية وفي الشرق الأوسط، الذي يضم وطننا ضمنه أيضاً، يستمر الاضطهاد والعنف ضد المرأة، حيث تُجبَرُ على الزواج المبكر، وتُقتل وتُحرم من التعليم، وتتعرض للتعنيف والضرب والتحقير، وتُبقى مُجبرة على الخضوع لإرادة الرجل. وفي الدول الديمقراطية أيضاً، ورغم تناقص مستويات العنف الجسدي مقارنةً بالدول المتخلفة، غير أنه موجود ومستمر.
ومن جانب آخر، وبالرغم من وجود أنظمة متقدمة ومتطورة، إلا أن المرأة لا تمتلك حقوقاً كاملة مثل الرجل، وتعاني عنفاً نفسياً وخاصة من الناحية الاقتصادية.
نحن كنساء سريانيات آشوريات كلدانيات، لسنا بمنأى عن هذا العنف الذي نعيشه ضمن الأنظمة والدول جميعها وبأشكال مختلفة. لأن المرأة السريانية الآشورية الكلدانية منذ آلاف السنين، اعتُبِرَت جنساً من الدرجة الثانية، وقبعت ضمن مستوىً متدني في المجتمع. ومن جانب آخر، قاست المعاناة والعنفَ الذي تعرض له شعبنا في أزمنة مختلفة من قبل القوى المتعاقبة عليه، والذي مازال مستمراً. فبعد إبادة السيفو وسيميلي وحروب الشرق الأوسط، وهجمات إرهاب داعش ومجزرة سيد النجاة، وحريق بغديدا وغيرها، عاشت نساء شعبنا وذُقنَ الويلات والصعوبات والاضطهادات مرتين. لأنه في كل مرة كانت تُضطهد بناء على هويتها السريانية وجنسها.
بعد أن عشنا أكثر من ألفٍ وخمسمائة سنة تحت الحكم الإسلامي، تبنينا الكثير من العادات التي اعتقدنا مع الزمن أنها من صلب ثقافتنا. وخاصة الأفكار التي تضع المرأة في الدرجة الثانية وبمستويات دونية في المجتمع. ولكن مع الأسف، ومع اعتناقنا للمسيحية أيضاً، لم تكن هناك مساواة وإنصاف للمرأة، حيث بقيت مخفيةً ومهمشة وتُركت خارج السرب. ونرى أيضاً أن الحجاب الذي يُفرض في الإسلام، والذي يوضع على رأس المرأة، ليس مختلفاً عن الغطاء الذي يوضع على رأس نساء شعبنا، بهدف تغطية وحجب تفكير المرأة السريانية.
كاتحاد نساء بيث نهرين، وبفلسفة رئيس مجلس بيث نهرين القومي ميخائيل نعيم حادودو، نمضي على طريق خلق حياة وإرادة حرة للمرأة. ونتنظم في جميع أجزاء وطننا بيث نهرين وفي المهجر، لنُحفز جسارة وإرادة المرأة السريانية، ولنطورها بالتعليم ونشجعها لتصل إلى إرادة حرة، ولتنشئ شعباً بإرادة قوية وحرة.
وعليه نقول، الموت لكل أشكال العنف، وخاصة كل أشكال العنف التي تُمارس ضد المرأة. وندعو المرأة السريانية الآشورية الكلدانية لتستند على فلسفة الحرية التي يتبعها اتحاد نساء بيث نهرين، وأن تدعم الحرب والكفاح والنضالَ الذي نخوضه ضد الظلمة والتخلف.
الموت لكل أشكال العنف والتخلف
يحيا نضال المرأة
مجلس اتحاد نساء بيث نهرين
25.11.24
بايدن يقترح إجراء تعديلات بقانون القضاء الأمريكي
أعلن الرئيسُ الأمريكي “جو بايدن” مساعيه لتغييرِ هيكليةِ المحكمة العليا، حيث طر…