سقوط نظام الأسد: مزيج من العوامل ومستقبل غامض
شهدت سوريا تحولًا تاريخياً مع سقوط نظام بشار الأسد، الحدث الذي جاء نتيجة تداخل عوامل محلية ودولية متعددة. في مقابلة حصرية أجرتها سيرياك برس مع إيمي أوستن هولمز، أستاذة الأبحاث في الشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، تم تسليط الضوء على الأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار، إلى جانب التحديات التي تنتظر الحكومة الانتقالية الجديدة.
عوامل داخلية وخارجية
أكدت هولمز أن التقدم العسكري كان عنصراً أساسياً في سقوط النظام. وقد لعبت هيئة تحرير الشام دوراً بارزاً من خلال قيادتها لهجمات في مدينتي حلب ودمشق. لكن هولمز شددت على أن الفصائل الأخرى، مثل غرفة عمليات الجنوب وقوات سوريا الديمقراطية في الحسكة والقامشلي، ساهمت بشكل كبير في طرد قوات النظام.
على الصعيد الدولي، ذكرت هولمز أن الدعم الأمريكي لأوكرانيا في مقاومتها للغزو الروسي أضعف حليف الأسد الرئيسي، روسيا، ما أثر بشكل غير مباشر على الوضع في سوريا. كما ساهمت الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قوات حزب الله في تقويض قدرة النظام على الحفاظ على سيطرته.
وقالت هولمز: “سيكون من غير الدقيق منح الفضل الكامل لهيئة تحرير الشام وحدها. سقوط النظام كان نتيجة تداخل عوامل متعددة.”
مرحلة انتقالية هشة
مع بدء سوريا عهدًا جديداً، وصفت هولمز الوضع السياسي الحالي بأنه “غير مستقر ومؤقت”. وأضافت أن زيارات وفود دولية من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة إلى دمشق تعكس اهتماماً دولياً كبيراً بمستقبل سوريا.
وأشارت هولمز إلى أن بناء حكومة شاملة تمثل جميع السوريين أمر لا غنى عنه لتحقيق الاستقرار. وقالت: “المرحلة الانتقالية التي ستبدأ بعد آذار ستكون حاسمة. ما تحتاجه سوريا الآن هو حكومة تدمج حقاً جميع المكونات العرقية والدينية.”
تحديات حماية الأقليات
تناولت هولمز قضية الأقليات، مشيرة إلى مخاوف المسيحيين خلال زيارتها الأخيرة إلى دمشق في عيد الميلاد. فقد قرر بعضهم إلغاء الاحتفالات العامة بسبب القلق من عدم الاستقرار الأمني، بينما شارك آخرون في العروض التقليدية.
وفي حمص، أعرب المسيحيون والعلويون عن قلقهم إزاء استهداف هيئة تحرير الشام لأحيائهم خلال العمليات الأمنية. وروت هولمز حادثة تتعلق بكاهن تعرض لمضايقات من قبل قوات أمنية تابعة للهيئة.
وقالت هولمز: “هذه قضايا مقلقة للغاية. الحكومة الجديدة مطالبة باتخاذ خطوات ملموسة لحماية الأقليات ومعالجة مخاوفهم من التهميش.”
مفترق طرق ومستقبل مجهول
رغم إشارات التقدم، عبّرت هولمز عن تفاؤل مشوب بالحذر. وقالت: “المجتمع الدولي يراقب عن كثب التطورات في سوريا. نجاح الحكومة الانتقالية يعتمد على قدرتها على تجاوز الانقسامات الطائفية وإنشاء نظام سياسي شامل.”
ومع استعداد السوريين للتحديات المقبلة، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن البلاد من الاستفادة من هذا التحول الحساس لبناء مستقبل مستقر وموحد.
مظاهر مسلحة في حمص وتعامل غير مسؤول من عناصر الهيئة
حمص – وكالة سيرياك برس مع اقتراب إتمام شهرين من سيطرة هيئة تحرير الشام على الحكم في سوريا …