باحث سرياني يدعو لإدماج العقد الاجتماعي في الدستور السوري
شمال وشرق سوريا — أكد مستشار المركز السرياني للأبحاث، برصوم برصوم، على أهمية إدماج العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية في الدستور السوري المستقبلي، واصفاً إياه بأنه حجر الأساس لضمان حوكمة ديمقراطية وعلمانية ولا مركزية في سوريا.
الحفاظ على هوية سوريا المتنوعة
وفي حديث خاص لوكالة سيرياك برس، سلط برصوم الضوء على الوضع الحرج الذي يعيشه السريان وبقية المكونات السورية، معبراً عن قلق واسع النطاق بشأن القرارات الأخيرة التي أصدرتها هيئة تحرير الشام. وقال: “السريان، إلى جانب المكونات الأخرى، يشعرون بالتفاؤل إزاء المستقبل، لكنهم في الوقت نفسه يعانون من القلق بسبب السياسات الإقصائية والممارسات الجديدة”. وأضاف أن هذا القلق لا يقتصر على السريان فقط، بل يشمل كل الأقليات التي تحمل أفكاراً ثقافية ودينية مختلفة.
وأشار برصوم إلى محاولات هيئة تحرير الشام فرض رواية واحدة على الأنظمة التعليمية والقضائية، واستبدال خطاب نظام البعث بخطاب ذي أيديولوجية متطرفة، واصفاً ذلك بأنه غير مقبول. ودعا إلى الاعتراف بالشعب السرياني كجزء أصيل من النسيج السوري، وضمان حقوقه في الحفاظ على لغته وتاريخه وهويته الثقافية.
العقد الاجتماعي كنموذج للإصلاح الوطني
وأشار برصوم إلى نجاح تجربة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، داعياً إلى تطبيقها في جميع أنحاء البلاد. وأوضح أن العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية يمثل إطاراً قانونياً يضمن حقوق جميع المكونات، ويعتمد على الحوكمة اللامركزية، مشيراً إلى أنه يستند إلى المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان والشعوب الأصلية. وقال: “يمكن أن يشكل العقد الاجتماعي جزءاً من الدستور السوري، ليكون ضمانة لحماية حقوق الشعوب والثقافات المختلفة ومنع العودة إلى الاستبداد”.
رؤية لمستقبل ديمقراطي
شدد برصوم على ضرورة إطلاق برامج مشتركة بين جميع مكونات المجتمع السوري لبناء دولة ديمقراطية علمانية ولا مركزية. وأضاف: “يجب تشكيل تحالفات بين المجتمعات والتنظيمات المختلفة لضمان حصول كل القوميات والديانات على حقوقها ضمن سوريا مستقرة وشاملة”.
وفي ختام حديثه، دعا برصوم الشعب السوري إلى مقاومة السياسات الإقصائية، مؤكداً على الدور الحيوي للعقد الاجتماعي في تشكيل مستقبل ديمقراطي يحقق العدالة والوحدة لكافة السوريين.
مظاهر مسلحة في حمص وتعامل غير مسؤول من عناصر الهيئة
حمص – وكالة سيرياك برس مع اقتراب إتمام شهرين من سيطرة هيئة تحرير الشام على الحكم في سوريا …