‫‫‫‏‫3 أسابيع مضت‬

سيامند علي يؤكد وجود حوار إيجابي مع دمشق وأن تركيا تسعى لاحتلال المنطقة

في ظل التطورات التي يشهدها الميدان السوري التقت وكالة سيرياك برس مع الناطق باسم وحدات حماية الشعب سيامند علي والذي تحدث عن الكثير من المواضيع الساخنة في الوقت الراهن، الحوار مع الحكومة الجديدة في دمشق، وكذلك موقف قوات سوريا الديمقراطية من الدعوات التي تطلب منها تسليم سلاحها ورؤيتهم حول مشروع تقسيم سوريا، إلى جانب مقاومة قوات سوريا الديمقراطية في جبهات القتال واستهداف المدنيين في تركيا، بالإضافة إلى التطورات الميدانية في دير الزور وموقفهم من استمرار احتلال مدن رأس العين وتل أبيض وعفرين.

حوار سيرياك بريس مع سيامند علي بكل حيثياته حمل رسائل عديدة للإدارة الجديدة في دمشق وللمجتمع الدولي، وكذلك لسكان إقليم شمال وشرق سوريا.

الحسكة_سوريا

كثرت الأحاديث حول لقاءات مشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الجديدة في دمشق، ماذا طلبت منكم؟ هل صحيح ما تم تداوله حول طلبها إدارة ملف داعش مثل السجون والمخيمات، وماذا سيكون رد قسد حول ذلك؟
خطوط التواصل بيننا موجودة كإدارة ذاتية وقوات سوريا الديمقراطية والحكومة الجديدة في دمشق، وهذه الخطوط مهمة ونعتبرها إيجابية، من خلالها نستطيع حل الإشكاليات والخلافات وعدم التصعيد بين قسد وقوات الحكومة الجديدة. هناك بعض التفاصيل التي خرجت على وسائل الإعلام، نحن لم نعلق عليها ولم تكن صادرة عن بيانات لقوات سوريا الديمقراطية. حالياً نحن نركز خلال هذه الاجتماعات والاتصالات لعدم التصعيد ولإيقاف الهجمات الموجودة على الأرض، لأنها فرصة لنجعل سوريا آمنة ومستقرة، وغير ذلك لا نعتبره تصريح رسمي لأنها ليست صادرة عن قسد.

لن نسمح بتقسيم سوريا

كيف ترى قوات سوريا الديمقراطية مستقبل سوريا، هل سيكون هناك تقسيم، بعد الكثير من الادعاءات والاتهامات التي وجّهت لكم كقوات، أم هناك رفض لذلك؟
الآن هناك فرصة قوية لتوحيد الصف السوري بكافة مكوناته وأطيافه وأحزابه وفصائله، وأعتقد، الديكتاتور الذي كان هو المشكلة الأكبر داخل سوريا والذي كان يفرق بين السوريين، اليوم هو ليس موجود، لذلك أقولها الآن لدينا فرصة كبيرة لتوحيد الصفوف وهي فرصة تاريخية للشعب السوري. على العكس تماماً، منذ 60 سنة لم يستطع الشعب السوري التوحد وإقامة علاقاته الاجتماعية والسياسية، وبناء جيش يستطيع القيام بواجبه بالدفاع عن سوريا، أما خلال هذه اللحظة نستطيع القول هي فرصة كبيرة لجميع السوريين بكافة تشكيلاتهم العسكرية والسياسية والاجتماعية أو حتى المذهبية، لذلك موضوع تقسيم سوريا من قبل طرف لا أعتقد أن هذه الفكرة مطروحة على الأرض، ولن نسمح بوجودها على الأرض بتاتاً، هناك بعض الفصائل الموالية لتركيا تحاول شرعنة الاحتلال التركي، بكل تأكيد الشعب السوري لن يسمح بمثل هذا الاحتلال العثماني، وعلى رأسهم بكل تأكيد نحن كقوات سوريا الديمقراطية، والمعارك الدائرة هي على أساس هذا الأمر، وهي ألا نسمح لأي أيادي خارجية بأن تمس السيادة السورية.

قُبيل سقوط النظام السابق هل كنتم تتوقعون ذلك؟ وبرأيكم ما العوامل التي أدت لانهيار النظام البائد وضعف جيشه؟
المتوقع أن هذا النظام البائد هو حقيقة لم يكن يخدم السوريين، لذلك جميع السوريين كانوا على دراية بأن هذا النظام لن يطول، لكن السقوط المفاجئ خلال أيام قليلة فقط هي كانت المفاجأة الأكبر، وخاصة في ظل الدعم الكبير من قبل إيران وروسيا أو بعض الحلفاء لحكومة نظام البعث هي ربما كانت المفاجأة. اعتقد سبب الانهيار هو أن هذا النظام لم يكن يوماً من الأيام داعم لشعبه، ولم يكن متوحداً مع الشعب، ولم يكن جزءاً من شعبه، وهذا سبب رئيسي لانهياره خلال أيام قليلة، كون لا يوجد نظام قوي دون دعم شعبي أو دعم معنوي، ونظام البعث لم يكن لديه أن نقطة أو صلاحية من قبل الشعب.

ما رأيكم بالحكومة الجديدة هل ستنجح؟
نأمل من الحكومة الجديدة أن تنجح وأن تحاول حل الإشكاليات بالحوار والمفاوضات عبر الصبر. بكل تأكيد هناك تحديات على الأرض، فسوريا كانت داخل حرب، وهناك معوقات وهناك إشكاليات وهناك أخطار على الحكومة الجديدة. نأمل ألا تتخذ الحكومة الجديدة مسار المركزية التي كانت موجودة عند النظام البعثي. كما قلت سابقاً لدى الحكومة الجديدة فرصة كبيرة لتوحيد الصف السوري. كانت هناك تصريحات وبيانات من قبل الحكومة الجديدة نستطيع القول إنها كانت إيجابية، إن تبلورت وحُولت على أفعال وخطوات عملية تخدم الشعب السوري، وعلى رأسها عدم جر الشعب السوري إلى معارك وحروب جديدة.

نزع السلاح في الوقت الراهن انتحار

إلى متى ستستمر قوات سوريا الديمقراطية في حمل السلاح؟

أولاً قوات سوريا الديمقراطية تحمل السلاح للدفاع عن نفسها، وللوقف في وجه المخاطر التي شُنت علينا، إن كانت من قبل تنظيم داعش الإرهابي أو بعض الجماعات المتطرفة أو الفصائل الموالية لتركيا وحتى تركيا كقوة خارجية تهاجم الأرض السورية والشعب السوري، وهذا السلاح يدافع عن الكرامة السورية والشعب السوري، لذلك حالياً وفي ظل هذه الظروف، وخاصة أنه هناك هجمة شرسة من قبل الدولة التركية وفصائلها على منطقتنا اعتقد أن نزع السلاح أو وضع السلاح جانباً يعتبر انتحار، ووضع ملايين البشر بيد كماشة تلك الفصائل الإرهابية الموالية لتركيا.
كان موقفنا واضحاً وما زال واضحاً، نحن قوة مدربة، نحن قوة قديمة، نحن قوة لدينا تجارب وأداء عالي، تعاملنا مع جيوش كبيرة في العالم، تدربنا مع أفضل القوى العالمية، كان لدينا مناورات وتطبيقات مشتركة مع أكثر من دولة، بالإضافة إلى تجارب ميدانية استطعنا فيها دحر أكبر تنظيم إرهابي في العالم ألا وهو تنظيم داعش الإرهابي، ولدينا تاريخ حافل في هذا الأمر. أيضاً النظام الداخلي لقوات سوريا الديمقراطية يحرص على وحدة الأراضي السورية وبناء جيش سوري يخدم كافة السوريين، واليوم هي الفرصة كي تكون قوات سوريا الديمقراطية جزءاً من هذا الجيش الذي يدافع عن سوريا، غير ذلك لا نعتقد الآن وخلال هذه الظروف أنه نستطيع وضع السلاح جانباً لأننا نتعرض لمخاطر كبيرة.

هل انتهت التهديدات التركية، أم ما زالت مستمرة، وماذا يجري الآن حول سد تشرين؟
طبعاً منذ أحداث 27 تشرين الثاني وحتى هذه اللحظة، وفي حين انشغل السوريون على إسقاط النظام البعثي، إلا أن الدولة التركية وفصائلها شنت هجوماً غير عادل على بعض المناطق الكردية إن كانت في الشهباء أو في منطقة حلب، واليوم هي تشن هجمات بدعم من الطائرات والدبابات والمسيرات التركية على سد تشرين وجسر قره قوزاق ومناطق غربي مدينة الطبقة والتي تسمى دير حافر.
منذ أكثر من شهر ونحن نتعرض لهذا الهجوم، قواتنا تدافع في خطوط الدفاع وتكبدهم خسائر كبيرة. الدولة التركية مصرة على استخدام السلاح للقضاء على المكون الكردي بشكل خاص واحتلال المنطقة بشكل عام. لذلك دفاع قسد عن نقاطها وتمركزها هو دفاع عن مكتسبات الشعب السوري، دفاع عن الثورة السورية، والدفاع عن جميع المكونات بكافة إثنياتها ومعتقداتها. لذلك اللاعب الوحيد على الأرض السورية الذي ما زال يحمل السلاح في ظل هذه الظروف هو اللاعب التركي، الذي يسخر الفصائل الموالية له لضرب أمن واستقرار المنطقة. بكل تأكيد سوف ندافع عن المنطقة بكل قوة وشراسة ولن نسمح للدولة التركية بشرعنة أهدافها الاحتلالية وفرض الهيمنة بالقوة والسلاح.

لا نقاط في ريف دير الزور الشرقي خارج سيطرة قسد

هل هناك نقاط ومواقع خارجة عن سيطرتكم في دير الزور، ماذا يحدث هناك؟
فقط للتنويه والتصحيح، لا يوجد أي منطقة في دير الزور هي خارجة عن سيطرتنا، ونتكلم هنا عن شرق الفرات طبعاً، كان هناك تحرك لبعض الخلايا وفلول النظام البعثي الذين حاولوا ضرب أمن واستقرار المنطقة، قاموا باستهداف بعض الحواجز واستهداف المدنيين، بالإضافة لدخولهم لمحطات المياه وقاموا بسرقة معدات تلك المضخات، لذلك تدخلت وحدات مكافحة الإرهاب وقوى الأمن الداخلي وقوات العمليات التابعة لها وقامت بفرض الأمن والاستقرار على المنطقة، تم إلقاء القبض على العشرات من هؤلاء المخربين، بالإضافة إلى طرد البقية إلى بعض المناطق التي يتواجدون فيها، لذا لا يوجد أي منطقة في دير الزور خارج سيطرتنا، ومجلس دير الزور العسكري وقوى الأمن الداخلي هي التي تحمي المنطقة من بعض فلول النظام.

انتظار تنفيذ وعود الشرع بخصوص عفرين

ماذا عن المناطق التي تسيطر عليّها الفصائل التابعة لجيش الاحتلال التركي في رأس العين وتل أبيض وعفرين، هل تناقشتم مع التحالف الدولي حول ذلك؟
رأس العين وتل أبيض وعفرين هي مناطق تحتلها الدولة التركية، وهي تعتبر من أحد الملفات الشائكة على الأرض السورية، بكل تأكيد يجب أن يكون داخل المفاوضات القادمة وخاصة الحكومة الجديدة. من أولويات الحكومة الجديدة هي إعادة المهجرين قسراً من قبل الدولة التركية والفصائل الموالية لها من الكرد الذين هُجروا بقوة السلاح من رأس العين وتل أبيض وعفرين والقوات التي تتواجد الآن في هذه المنطقة هي قوات احتلال، قوات أجنبية، قوات تركية. نعم هي تسخر أسماء ربما تكون جميلة بما يسمى الجيش الوطني لكن على الأرض هناك عشرات القواعد التركية، وبكل تأكيد يجب أن يعود أهالي تلك المناطق إلى مناطقهم، ويجب أن نحمي حقوقهم، ولكن طالما أن الاحتلال التركي موجود في هذه المناطق، بكل تأكيد سوف تكون المنطقة عرضة للهجمات الإرهابية أو تلك الفصائل الموالية لتركيا، نسعى لأن تكون عودة آمنة لأهالي عفرين ورأس العين وتل أبيض، غير ذلك إن لم تقم الحكومة الجديدة في دمشق وضع ملف المهجرين في أولوياتها اعتقد أننا أمام مشكلة ومعضلة كبيرة على الأرض السورية.

ظهر أحمد الشرع في أحد مقاطع الفيديو وهو يقول إنه سيعمل على إعادة المهجرين من عفرين إلى ديارهم، خلال لقاءات الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي هل تم التطرق إلى هذا الملف؟
الفكرة هي كالتالي بالنسبة للسيد أحمد الشرع هو وعد بالكثير للسوريين ومن بينهم إعادة المهجرين من مدينة عفرين الذين هُجروا على يد الدولة التركية بأن يتم إعادتهم إلى مدينتهم الأم، لكن ما زلنا ننتظر هذه الوعود أو تطبيق الأفعال، لأن الدولة التركية ما زالت موجودة في عفرين وهي تحت سيطرة الفصائل الموالية لتركيا، واعتقد برأيي أن المشكلة والمعضلة الأكبر في هذا الأمر هو وجود تلك الفصائل، يجب إخراج تلك الفصائل من المنطقة ووضع حد للدولة التركية، إن كانت بالفعل الحكومة الجديدة في سوريا تريد أن تكون الأرض السورية خالية من الإرهاب وخالية من تلك الفصائل التي تأخذ الأوامر من تركيا، فعلى الحكومة الجديدة البحث عن أسباب وجود هذه الفصائل، بكل تأكيد السبب واضح جداً وهو وجود الاحتلال التركي.

حصل مؤخراً هجمات من قبل الجيش التركي واستهداف مباشر للمدنيين في سد تشرين، إلى أي حد هناك ضغط دولي على تركيا لوقف تلك الهجمات؟
الدولة التركية تشن منذ أكثر من شهر عبر طائرات مسيرة وطائرات حربية F16 وتدعم المرتزقة بالمدرعات والدبابات والأسلحة الجديدة، حتى تم تسليحهم ببعض المسيرات الانتحارية، قاموا باستهداف المدنيين بشكل مباشر عبر الطائرات المسيرة بيرقدار على جسم السد، وحتى هذه اللحظة هناك أكثر من 15 شهيداً وهناك العشرات من الجرحى والمصابين، رغم أن التجمعات كانت لتحييد السد من هذه المعركة، كون هذا السد يخدم جميع السوريين، إن كان بتوفير المياه الصالحة للشرب، أو حتى توليد الطاقة الكهربائية. لذلك قامت الدولة التركية وبشكل مباشر باستهداف المدنيين. بكل تأكيد لدينا اتصالات مع جميع القوى الموجودة على الأرض، الدولية والعربية والتحالف الدولي للضغط على الدولة التركية سياسياً لمنع استخدام أسلحتها ودعم تلك الفصائل، وعدم استهداف البنية التحتية والمدنيين ومحاولة الوصول إلى أرضية وأجواء نستطيع فيها الحوار وحل تلك الإشكاليات الموجودة بيننا وبين الدولة التركية.

‫شاهد أيضًا‬

الاتفاق على حل هيئة التفاوض والائتلاف السوري المعارض

خلال اجتماع عُقد في قصر الشعب بالعاصمة السورية دمشق، اتفق رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا…