وقفة تضامنية في دمشق من أجل العدالة وحماية المقابر الجماعية
عائلات الضحايا تطالب بالمحاسبة في سوريا ما بعد الأسد
دمشق سوريا
في مشهد مليء بالحزن والإصرار، نظّمت رابطة عائلات قيصر وقفة تضامنية يوم الجمعة في ساحة المرجة وسط العاصمة السورية دمشق. شارك في الوقفة عائلات الضحايا والمفقودين الذين طالبوا بتحقيق العدالة، محاسبة المسؤولين عن الجرائم، وحماية المقابر الجماعية التي يُعتقد أنها تضم عشرات الآلاف من الجثث
حمل المشاركون صور أحبائهم المفقودين ورددوا شعارات تدعو إلى تحرك دولي عاجل لمنع العبث بهذه المقابر التي تُعد شاهداً على فظائع النظام السابق.
المقابر الجماعية: أدلة على حقبة مظلمة
يحذر نشطاء حقوقيون من أن العبث بالمقابر الجماعية أو التعامل معها من قبل فرق غير مختصة قد يؤدي إلى فقدان أدلة ثمينة، مما يهدد حقوق عشرات الآلاف من العائلات التي لا تزال تبحث عن أحبائها المفقودين.
وأشار ناشط حقوقي مشارك في الوقفة إلى أن هذه المقابر “ليست مجرد مواقع جرائم، بل هي آخر رابط بين العائلات وأحبائها”. وأكد أن التعامل مع هذه المقابر يجب أن يتم بحذر شديد وبإشراف خبراء متخصصين لضمان حفظ الأدلة وتحقيق العدالة.
“لم نشهد شيئاً كهذا منذ عهد النازيين”
بعد سقوط النظام، زار السفير الأميركي السابق لقضايا جرائم الحرب، ستيفن راب، أحد مواقع المقابر الجماعية في ريف دمشق. وفي تصريح لوكالة “رويترز”، قال راب: “لم نشهد شيئاً مماثلاً لهذا منذ عهد النازيين”.
وصف السفير الأميركي هذه المواقع بأنها دليل على “آلة الموت” التي أدارتها الدولة في عهد بشار الأسد. وقدر أن أكثر من 100,000 شخص تعرضوا للتعذيب والقتل منذ عام 2013، وهو ما يكشف عن حجم الجرائم التي ارتكبت خلال تلك الحقبة.
“صور قيصر”: توثيق للفظائع
في عام 2015، نشرت الجمعية السورية للمفقودين ومعتقلي الرأي تقريراً يحتوي على 26,948 صورة مسربة. توثّق الصور وجوه وأجساد حوالي 7,000 ضحية، مع تقديرات بأن 55,000 صورة أخرى تعود لـ 11,000 ضحية.
أصبحت هذه الصور، التي التقطها مصور النظام المنشق المعروف باسم “قيصر”، دليلاً دامغاً على الجرائم الممنهجة التي ارتكبها النظام. وأكدت منظمات حقوقية دولية صحة هذه الصور، مشيرة إلى أنها توثق أساليب التعذيب والتجويع التي تعرض لها المعتقلون في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام.
دعوات للتحرك الدولي والمحاسبة
دعا المشاركون في الوقفة المجتمع الدولي إلى التحرك لضمان حماية المقابر الجماعية وإجراء تحقيقات مستقلة وشفافة. وطالبوا بتشكيل هيئة دولية مستقلة لتحديد هوية الضحايا ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
قال أحد المشاركين، وهو يحمل صورة شقيقه المفقود: “على العالم ألا ينسى ما حدث هنا. هذه المقابر تروي قصة نظام حاول محو وجودنا، ولن نسمح بذلك”.
الأمل وسط الألم
رغم حجم الفظائع التي تم الكشف عنها، أعرب النشطاء والعائلات عن أملهم في أن تمهد المرحلة الجديدة في سوريا الطريق لتحقيق العدالة والمصالحة. وشددوا على أهمية الحفاظ على ذكرى الضحايا وضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم في المستقبل.
كانت الوقفة في ساحة المرجة تذكيراً بأن سوريا، رغم تقدمها نحو المستقبل، لا يمكنها تجاوز ماضيها إلا من خلال الاعتراف بالجرائم والعمل على تحقيق العدالة.
معلولا.. معقل الهوية السريانية الآرامية
تقرير خاص من سرياك برس معلولا-دارمسوق(دمشق) تعدُّ معلولا واحدة من أقدم القرى في سوريا التي…