‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

مستقبل سوريا: بين آمال التغيير وواقع التحديات في المناطق المسيحية

دمشق-سيرياك برس

مع سقوط النظام السابق، تجد الأحياء المسيحية في دمشق، مثل باب توما والقصاع، نفسها في مرحلة تاريخية حاسمة. التطلعات نحو دولة ديمقراطية تضمن حقوق الجميع ترافقها تحديات اجتماعية واقتصادية عميقة، ما يضع سكان هذه المناطق أمام مسؤولية إعادة بناء مجتمعهم ومستقبلهم. فيما يلي تقريرٌ لسيرياك برس حول هذا الموضوع.

الأمل يتجدد: تطلعات مسيحية للمستقبل
أعطى سقوط النظام السابق للسوريين، بمن فيهم سكان الأحياء المسيحية، أملاً في تحقيق تطلعاتهم. يطمح الكثيرون إلى بناء وطن يحترم حقوق الإنسان ويحمي التنوع الثقافي والديني.
يقول سامر سركيس، ناشط من حي باب توما: “لدينا فرصة ذهبية لنعيد صياغة وجودنا في هذا البلد. نحن المسيحيين يجب أن نكون جزءاً من هذا التغيير ونطالب بحقوقنا في وطن يحترم الجميع.”




تحديات موروثة: عبء الماضي يثقل الحاضر
لكن التحديات ليست سهلة. الإرث الثقيل من الانقسامات السياسية والصراعات الداخلية يضع عراقيل أمام تحقيق الأحلام.
يعلق رائد نقولا، محلل سياسي من حي القصاع: “التحدي ليس فقط في إعادة الإعمار، بل في إيجاد توافق داخلي يضمن حقوق الجميع، بما في ذلك المسيحيين، ضمن دستور عادل يمثل كافة المكونات.”

الشباب المسيحي: مفتاح التغيير
الشباب المسيحي في دمشق ومناطق أخرى يلعب دوراً حيوياً في تشكيل المستقبل. يقود هؤلاء الشباب مبادرات تعزز الحوار بين مختلف الأطياف السورية وتسلط الضوء على أهمية الحفاظ على التنوع الديني والثقافي.
يقول ميشيل يعقوب، طالب جامعي من حي الدويلعة: “الشباب المسيحي جزء لا يتجزأ من هذا الوطن. نحن قادرون على تجاوز خلافات الماضي والمشاركة في بناء سوريا تعكس هويتنا وتاريخنا.”

التحديات الاقتصادية: أعباء إضافية على العائلات المسيحية
الضائقة الاقتصادية تؤثر بشدة على الأحياء المسيحية، حيث يواجه السكان ارتفاع تكاليف المعيشة مع تراجع الدخل.
تقول ليلى منصور، أم لثلاثة أطفال تعيش في حي القصاع: “الأمل وحده لا يكفي. نحتاج إلى خطط اقتصادية واقعية تدعم العائلات المسيحية التي تعاني من التهجير والانهيار المالي.”
من جانبه، يشير داني جورج، أحد سكان حي باب توما، إلى تقصير الكنائس في دعم هذه العائلات: “نحن بحاجة إلى دور أكبر من الكنائس في دعم العائلات المسيحية، سواء عبر برامج إغاثية أو مبادرات تعليمية.”




الوحدة المسيحية: السبيل للمستقبل
في ظل هذه التحديات، يرى الكثيرون أن الوحدة بين المكونات المسيحية ضرورة لمواجهة المستقبل. يقول سامر سركيس: “الحوار بين مختلف الكنائس والمؤسسات المسيحية أمر أساسي لضمان تمثيل حقيقي وفعّال لنا في المرحلة القادمة.”
رغم التحديات، يبقى الأمل موجوداً بين سكان الأحياء المسيحية. الوحدة والعمل المشترك مع باقي مكونات المجتمع السوري قد يشكلان الطريق نحو سوريا جديدة، تعكس تنوعها وتاريخها العريق.

‫شاهد أيضًا‬

قسد تكشف عن حصيلة اشتباكاتها ضد الاحتلال التركي ومرتزقته

تتواصل الاشتباكات العنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة والاحتلال التركي ومرتزقته من ج…